تدخل الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة أسبوعها الـ13 بدون أن تلوح أي بوادر حل بين الطرفين، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي حملته المدمرة على القطاع.وبات سكان قطاع غزة منهكين مع طول مُدة استمرار الحرب، مع استهداف خان يونس، كبرى مدن القطاع، بضربات إسرائيلية خلال الليل.ويبحث العديد من النازحين عن ملجأ للاحتماء من القصف الإسرائيلي المتواصل، حيث يلوذ السكان إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر.حرب أنهكت سكان غزةولا تظهر أي مؤشرات إلى تراجع القصف والمعارك في ظل وجود خسائر بشرية فادحة ومتزايدة، دون تجاوب مع الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، مع دخول الحرب في يومها الـ85.وقالت أم لؤي أبو خاطر، والتي تبلغ من العمر 49 عاما، والتي نزحت من خان يونس بسبب القتال إلى مخيم موقت للاجئين في رفح: "كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماما. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد".من جانبه، قال أحمد الباز، وهو مواطن فلسطيني بالغ من العمر 33 عاما، وقد نزح من غزة إلى رفح: "2023 هي أسوأ سنة في حياتي. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا".وقال مدير الدفاع المدني رامي العايدي إنه بعد الغارات الإسرائيلية على الزوايدة وسط قطاع غزة، انتشل رجال الإسعاف جثث 9 أشخاص "من عائلة مسالمة للغاية"، على حد تعبيره، مضيفا أنه تم استهداف منزلين مجاورين.وأثناء تشييع الصحفي جبر أبو هدروس في مدينة دير البلح، هاجم زميله إصلاح المدهون الجيش الإسرائيلي قائلا: "في أي لحظة من الممكن أن نستشهد لأن إسرائيل لم تعد تحترم القانون الدولي، وتواصل استهداف الصحفيين".معارك ضاربةويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على الرغم من المعارضة الدولية المتنامية. وقد تحدث عن "معارك ضارية" وغارات جوية في قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة السبت، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلّفت 21672 قتيلا في القطاع معظمهم من النساء والأطفال والمراهقين، وذلك منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر. وأكدت الوزارة مقتل 165 شخصا وإصابة 250 آخرين خلال الساعات الـ 24 الماضية، مضيفة أن عدد الجرحى قد ارتفع إلى 56165 شخصا منذ 7 أكتوبر الماضي. واندلعت الحرب مع شن حركة "حماس" هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر، خلّف نحو 1140 قتيلا في إسرائيل بحسب السلطات الإسرائيلية.وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة، كما باشرت في 27 أكتوبر عمليات برية متوعدة بـ"القضاء" على "حماس".واضطر 85% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة، إلى الفرار، حيث يواجهون أوضاع إنسانية كارثية.وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، على حد وصفه. في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار الأمراض المعدية بين سكان غزة.ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى هدنة جديدة في المعارك، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا في نوفمبر الماضي، وأتاحت إطلاق سراح اكثر من 100 رهينة وإدخال مساعدة إنسانية محدودة الى غزة.وبحسب موقع "أكسيوس" الإعلامي الأميركي وموقع "واي نت" الإسرائيلي، واللذان نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يحدداها، فإن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأن "حماس" "وافقت مبدئيا" على استئناف المباحثات من أجل إطلاق سراح أكثر من 40 رهينة مقابل هدنة في المعارك. (وكالات)