يملك الحاخام الإسرائيلي إيتان كان رؤية لمستقبل مدينة غزة، تقضي بأن يتم تغيير اسمها إلى "غزة الجديدة" فيما لن يتم الترحيب بالفلسطينيين.وقال الحاخام البالغ من العمر 49 عاما خلال فعالية تحت شعار "المستوطنات تجلب الأمن" عقدت في القدس مساء الأحد: "إن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام هي في غياب العرب.. ستكون مدينة إسرائيلية"، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".وعرض المنظمون خرائط تتضمن خططًا لبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في غزة.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وغيره من كبار المسؤولين مراراً وتكراراً إنهم لا يعتزمون إعادة احتلال غزة، باستثناء الحفاظ على وجود أمني مفتوح. لكن الجناح القومي المتطرف لنتانياهو يتمتع بنفوذ هائل، فيما يمكن لمعظم الإسرائيليين الذين يعارضون إعادة احتلال غزة، إسقاط حكومته وفرض انتخابات جديدة عندما لا يوافق نحو 70% من الإسرائيليين على رئيس الوزراء. وفي الوقت نفسه، فإن أي محاولة لإعادة التوطين في غزة من المرجح أن تضر بعلاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة. وقد قالت واشنطن في أكثر من مناسبة إنها تعارض أي تقليص لأراضي غزة. وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الاثنين سلوك الوزراء الإسرائيليين الذين أيدوا الحدث بشأن بناء المستوطنات في غزة بأنه "غير مسؤول ومتهور ومثير للجدل". وردا على سؤال حول آرائه بشأن الحدث الذي أقيم الأحد للترويج لإعادة التوطين في غزة، قال نتانياهو إن هذا سيكون قرارا سياسيا لم تتخذه حكومته بعد.انتقادات لإعادة احتلال غزةكما انتقد سياسيون إسرائيليون عدة، العرض العلني لدعم إعادة التوطين في غزة. وقال رئيس حزب الوحدة الوطنية من يمين الوسط والعضو البارز في الائتلاف الحاكم بيني غانتس، الاثنين، إن "مشاركة الوزراء وأعضاء الائتلاف في مؤتمر (الأحد) أضرت بالمجتمع الإسرائيلي خلال الحرب". ووصف السياسي المعارض البارز في إسرائيل يائير لابيد، المؤتمر بأنه "ضار" و"وصمة عار على نتانياهو". وتعتبر معظم الدول، المستوطنات غير قانونية ويعتبرها الكثيرون أنها قوّضت الجهود الرامية إلى إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسحبت إسرائيل مستوطناتها من قطاع غزة من جانب واحد عام 2005، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها كانت تعتبر عائقا أمنيا ووسيلة لبدء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وتعتزم إسرائيل استئصال "حماس" من القطاع ردا على هجمات 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، والتي قُتل فيها نحو 1200 شخص واختطف نحو 240، وفقا للسلطات الإسرائيلية. ويقول بعض السياسيين اليمينيين المتطرفين إنه لن يكون هناك أمن للسكان الإسرائيليين ما لم تسيطر إسرائيل بشكل كامل على القطاع، وهذه الأصوات ترتفع.وخلال خطاب حماسي ليلة الأحد، انتقد وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير قرار إخلاء المستوطنات من غزة. وقال: "إذا أردنا التأكد من عدم حدوث 7 أكتوبر آخر، فعلينا العودة إلى ديارنا والسيطرة على الأرض". يجد نتانياهو نفسه الآن عالقا بين حلفائه اليمينيين المتطرفين والضغوط الأميركية لتجنب وجود إسرائيلي طويل الأمد في القطاع. "على محمل الجد"كان مستقبل غزة سبباً للاحتكاك بين إسرائيل والبيت الأبيض، حيث تضغط إدارة بايدن على إسرائيل لإنهاء حربها ضد "حماس" وقبول حل الدولتين. وقُتل أكثر من 26 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس"، وفقا للسلطات الفلسطينية. ورفض نتانياهو مرارا وتكرارا إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال الباحث في كيرم نافوت، وهي منظمة مجتمع مدني تتعقب المستوطنات في الضفة الغربية درور إتكس إن مجموعات المستوطنين يجب أن تؤخذ "على محمل الجد" بالنظر إلى سجلهم في الضفة الغربية وتمثيلهم العالي في الحكومة. وأكد إتكس أن الأفكار المتطرفة، مثل تهجير الفلسطينيين قسراً من غزة، "تتمتع بقبضة أقوى على المجتمع الإسرائيلي من أي وقت مضى". وأكد إسرائيليون أن المستوطنات الإسرائيلية هي السبيل الوحيد لضمان السلام الدائم.(ترجمات)