تتوالى المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتعزيز الأمن والأمان في مختلف المناطق الإسرائيلية، وإعادة ثقة الإسرائيليين بالقدرات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي تسبب بانتكاسة وحالة ذعر، سجلت في صفحات التاريخ الإسرائيلي، وتحديدًا البلدات المحاذية لغلاف غزة التي تعرضت للهجوم من قبل مقاتلي حركة "حماس".خطط دفاعية عديدة تعمل عليها القوات الإسرائيلية، آخرها مشروع الخط العسكري، كخطوة إضافية تضاف إلى إجراءات إسرائيلية دفاعية سابقة، كمسح الجيش الإسرائيلي مربعات وأحياء سكنية بأكملها من مناطق غزة المطلة على بلدات الغلاف الإسرائيلية، حتى لا يكون هناك ما يخفى على مواقع المراقبة الإسرائيلية، يسلط هذا التقرير التعرف أكثر حول مخطط الخط العسكري الإسرائيلي؟ من خلال خبراء ومختصين تحدثوا لمنصة "المشهد".الخط العسكري والمنطقة العازلةفي خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، كشفت إسرائيل عن مخططات عسكرية وأخرى دفاعية توسعية، تسعى لإقامتها في غزة وغلاف غزة، وحول ذلك يوضح لمنصة "المشهد" الخبير العسكري اللواء واصف عريقات قائلا إن "الخط العسكري هو عبارة عن مشروع إسرائيلي لإقامة خط متواصل لمواقع عسكرية قرب المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، أي غلاف غزة والتي كانت في قلب استهداف هجوم 7 أكتوبر، وتنوي إسرائيل تشييد هذا الخط العسكري قرب البلدات الأمامية القريبة من قطاع غزة في مناطق الغلاف لكي تشكل ردًّا فوريًّا على أي هجوم من قبل الفصائل من غزة إلى تلك البلدات، وسيشكل هذا الخط العسكري قوات تدمج بين دبابات ومدرّعات وقوات راجلة".ويتابع اللواء عريقات "أما المنطقة العازلة التي تسعى إسرائيل لإقامتها فتعمل على استقطاع ثلث مساحة غزة وهي أراض بمثابة السلة الغذائية لأهالي غزة، وإذا حرموا منها، فذلك يعني أنه لن يكون لديهم من مقومات الحياة الزراعية والاقتصادية سوى ما تسمح به إسرائيل، وستكون المنطقة بعمق 200 إلى 300 متر داخل المناطق المبنية حيث تعمل القوات الإسرائيلية على تدميرها بشكل ممنهج خلال الأيام الأخيرة، لفرض واقع جديد يسهل الإجراءات والمخططات التي تسعى لتنفيذها".تعزيز الأمن المفقودمن جانبه، يوكد الباحث والمحلل السياسي ساري عرابي لـ"المشهد" أن "هذا الخط العسكري الذي تنوي إسرائيل إقامته هو أمر متوقع، لأن إسرائيل تفاجأت ولم تتمكن قواتها أن تصد هجمات 7 أكتوبر، ولذلك هي تريد أن تقيم نقاطًا عسكرية متقدمة على طول الحدود مع قطاع غزة".ويضيف عرابي قائلًا: "إذا كانت تريد إقامة هذا الخط من جهة البلدات القائمة على حدود غزة، فهي بذلك تسعى لتوفير سبل الاستعداد الدائم لأي هجمات محتملة من غزة، وثانيًا تريد أن يشعر سكان البلدات بالطمأنينة والأمان حتى يعودوا لبلداتهم بغلاف غزة".ويتابع عرابي "إذا كانت تريد إسرائيل توسيع هذا الخط داخل غزة، فهذا يعني استمرار الحرب، لأن الفلسطينيين لا أعتقد بأنّهم سوف يقبلون بقوّات إسرائيليّة أو مستوطنين داخل غزة، مما يعني استمرار الحرب بوتائر وأشكال مختلفة على الأرض".ويشير بأن هذا المخطط "سوف يوفر فرصة في المستقبل البعيد للاشتباك بين الفصائل الفلسطينيّة في غزة والقوات الإسرائيلية، فلا أحد يعلم كيف ستكون الظروف بعد هذه الحرب".وحول التلميحات الإسرائيلية بعودة الاستيطان في غزة يعلق عرابي: "لا يبدو أنّ هناك اتفاقًا إسرائيليًّا كاملًا على إعادة احتلال قطاع غزة، بل هناك فكرة لدى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يريد أن يعيد احتلال غزة بالكامل، وأنا أعتقد أنّ هناك مشروعًا خطيرًا بهدف تهجير الفلسطينيين بصورة بطيئة بات يندرج تحت إطار إعادة الاستيطان في غزة".المرحلة الثالثة من حرب غزةمن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي مئير كوهين في حديث لـ"المشهد" إن "الحرب الإسرائيلية على غزة الآن تنتقل إلى المرحلة الثالثة، تلي القصف الجوي والحملة البريّة بالتنسيق مع الإدارة الأميركيّة، وتشمل إحداث تغييرات على كيفية إدارة العملية العسكرية، والتي سوف تتضمن إقامة خط عسكري على الحدود مع قطاع غزة، وذلك بتوجيه وتوصية من الجانب الأميركي، مع تخفيض عدد القوات وتسريح جزئي لقوات الاحتياط وتتضمن سلسلة مطولة من التوغلات التي ستقوم بها القوّات الإسرائيليّة بهدف ضرب قدرات "حماس" المتبقيّة، وسوف تستمر حتى منتصف العام المقبل".وينفي كوهين بأن يكون هناك أي قرار إسرائيلي رسمي بعودة الاستيطان إلى قطاع غزة "لا يوجد قرار يشمل ذلك، لأن هذا يتعارض مع التصريحات التي أدلى بها نتانياهو، أن إسرائيل لن تبقى في غزة، ووجود القوات الإسرائيليّة فيها من أجل السّيطرة الأمنية فقط ولفترة محدودة، إلى حين أن يتم إقامة اتفاق إقليمي ودولي لتولي قطاع غزة، وبالتالي لا يوجد أي نية إسرائيلية للبقاء أو الاستيطان في غزة".وأضاف كوهين حول ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مقابلة مع رئيسة حركة نحلاة الاستيطانية دانييلا فايس التي دعت إلى تهجير الفلسطينيين، وإعادة الاستيطان وتخطيطه بشكل يتيح لسكان الغلاف إطلالة على البحر، "ربما هناك بعض التّصريحات من أفراد إسرائيليين أو ما شابه حول الاستيطان في غزة ورؤية البحر من المستوطنات، هذا لا يشكل الموقف الرّسمي الإسرائيلي".(المشهد - القدس)