"نحن عائلتها.. ننتظرها لنعالجها ونعوضها عن أيام الحرمان والألم"، هذا ما قالته شقيقة إسراء الجعابيص التي من المتوقع أن يتم الإفراج عنها ضمن اتفاقية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" إلى جانب 38 معتقلا في السجون الإسرائيلية اليوم السبت، مقابل 13 محتجزاً إسرائيلياً.ويتحضر أهالي الضفة الغربية والقدس لاستقبال الدفعة الثانية من الأسيرات والأسرى ضمن صفقة التبادل، من ضمنهم عائلة الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص 39 عاماً، التي كانت تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية مع الأطفال، وأبدت لمنصة "المشهد" عن فرحتها العارمة باللقاء المنتظر مع إسراء مساء اليوم."يكفي.. تعبنا"وتقول شقيقة إسراء، رولا الجعابيص لـ"المشهد": "القوات الإسرائيلية اعتقلت أختي ظلماً وبهتاناً، حيث انفجرت سيارتها بالقرب من حاجز الزعيم بالقدس، وتعرضت لحروق أصابت أكثر من 60% من جسدها، لكن إسرائيل جعلتها مجرمة بتهمة محاولة تنفيذ عملية دهس، وحكمت عليها 11 عاماً قضت منها 8 أعوام، حرمتها العلاج وتعذبت من شدة الوجع.. نحن عائلتها بانتظارها لنعالجها ونعوضها أيام الحرمان والألم".وأمس الجمعة، استقبلت عائلات الأسيرات والأسرى الفلسطينيين أبناءها بعد خروجهم من السجون الإسرائيلية، في صفقة التبادل التي أجرتها "حماس" مع إسرائيل، وخرج بموجبها في المرحلة الأولى 39 أسيراً فلسطينياً، جميعهم من النساء والأطفال. الشابة الفلسطينية رغد الفني (25 عاماً) من مدينة طولكرم، خرجت بالأمس ضمن القائمة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"، وكانت من أوائل المحررات الفلسطينيات والتي عبرت لمنصة "المشهد" عن سعادتها الغامرة وحزنها على الأحداث الدامية في غزة، وكذلك لأنها تركت خلفها عائلتها الثانية من الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.وتقول الفني: "هناك في السجون الإسرائيلية صديقاتي ورفيقات دربي، عشنا سوياً كل الظروف، وتقاسمنا اللحظات المرة والحلوة أيضاً، أتمنى لهن الحرية القريبة والعاجلة، فالظروف في داخل السجون صعبة للغاية ولا يستطيع أحد أن يتحملها". أهالي غزة يتنفسون الصعداءوحول شعورها بالحرية مع عائلتها تصفها رغد بأنها "من أجمل وأصدق اللحظات، هذا الشعور والوجود الطبيعي أن أكون بجانب أمي وعائلتي".يذكر بأن الشابة الفني كانت قد اعتقلتها القوات الإسرائيلية عن حاجز طيار قرب مدينة نابلس العام المنصرم، واحتجزتها من دون تهمة أو محاكمة أي ما يعرف "بالسجن الإداري" حيث تعتقل إسرائيل آلاف الفلسطينيين من بينهم الأطفال بالطريقة نفسها.من جهتهم، تمكن أهالي غزة بفعل الهدنة المستمرة منذ يوم أمس من العودة إلى منازلهم التي دمرت بفعل القصف الإسرائيلي المستمر منذ 50 يوما. ويقول العم الستيني أبو زين الصواف لـ"المشهد": "ربما نحتاج عشرات الأعوام لإعادة إعمار غزة.. لقد عشنا أياماً مريرة وتهجرنا من منازلنا، لا نريد لهذه الحرب أن تستمر، نريد العيش بسلام من دون حروب ومآسي".أما السيدة الأربعينية أم عمار بركات فتصف لمنصة "المشهد" بأن "غزة أصابها زلزال على يد إسرائيل، حطام وخراب في كل مكان، ورائحة الموت في كل الزوايا، نريد من العالم الحر أن يوقف هذه الحرب الظالمة علينا وعلى أطفالنا وسيداتنا والمرضى والجرحى، فلم نعد نتحمل كل النيران الإسرائيلية والمدفعية علينا.. بيكفي، تعبنا".تمديد الهدنة في غزة ومع استمرار خروج المزيد من الأسرى والمعتقلين والإفراج عنهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، تتزايد الأصوات المنادية بتمديد الهدنة لإخراج أكبر عدد ممكن من المحتجزين من الجانبين، وهو ما تحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة في تصريحات عن احتمالية تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وحركة "حماس"، واصفاً الدفعة الأولى من تبادل الأسرى مجرد "بداية لتحقيق ذلك"، ما أثار موجة من التساؤلات والتحليلات عربياً وعالمياً.وفي هذا السياق، يقول الباحث والمحلل السياسي فضل طهبوب لمنصة "المشهد" إن "الدافع الأكبر وراء تصريح بايدن يأتي بسبب الإحراج الذي مني به على الساحة الأميركية والدولية، والتظاهرات العارمة التي خرجت ضد سياسته وكذلك إسرائيل في الحرب على غزة.. هذا ما أحرج بايدن وجعله يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على القبول بالتهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث قالها نتانياهو صراحة، بأن الرئيس الأميركي هو من أجبره على وقف إطلاق النار والتهدئة". ويتابع طهبوب قائلاً: "بايدن هو من يقود المعركة أصلاً، وهو صاحب الفكرة، والفكرة ليست فقط قضية اشتباك أو حرب، بل أبعد من ذلك بكثير، إنها التهجير.. تهجير أهالي قطاع غزة، هو الهدف الأسمى بالنسبة لهم من وراء خوض هذه الحرب، من أجل إقامة قناة بن غوريون بدلاً من قناة السويس، وبالتالي مصر والدول العربية والعالمية رفضت تهجير أهالي غزة من قِبل إسرائيل".ويشير طهبوب إلى أن "ما اقترفته إسرائيل من جرائم وحشية ودمار هائل طال كل أرجاء غزة أمام أنظار العالم، أحرج أميركا أمام المجتمع الدولي، خصوصا الرئيس بايدن، فهو حتى اللحظة غير قادر على أن يوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهذا الأمر يتطلب أيضاً وقفة أكثر قوة وصلابة من قبل الدول العربية لإجبارها على وقف إطلاق النار". إسرائيلياً، يقول الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان في حديث لـ"المشهد" حول التصريحات الأخيرة لبايدن: "التهدئة تستمر كما تقرر لها لـ4 أيام وهذا هو اليوم الثاني لها، لكن إذا كان في قدرة حركة "حماس" أن تقوم بالإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين، فذلك من الطبيعي أن يطيل عمر التهدئة ويعطيها بعض الوقت الإضافي ربما ليومين أو 3".ويرى نيسان أن تصريحات بايدن تأتي في إطار مغاير للسياسية الميدانية التي تتبعها "حماس" على الأرض في غزة، بمعنى أن "حماس" تريد "كسب المزيد من الوقت، بهدف إعادة قواتها وتمركزها في غزة، ولذلك إسرائيل مصرّة على مواصلة الحرب على غزة حتى تجتث الحركة، وستصل قواتنا وجيشنا إلى خان يونس وعموم جنوب غزة وستحرر عشرات المحتجزين الإسرائيليين أيضاً". (المشهد)