حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الخميس في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الوكالة وصلت إلى "نقطة الانهيار". وقال في الرسالة: إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة. قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة. أخشى أننا على شفا كارثة هائلة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة. الوكالة الإنسانية ملأت على مدى عقود الفراغ الناجم عن غياب السلام أو حتى عملية سلام. يجب منحها الدعم السياسي من الجمعية العامة للأمم المتحدة للسماح ببقاء الأونروا والانتقال نحو حل سياسي طال انتظاره. يجب إصلاح طريقة تمويلها التي تعتمد أساسا على المساهمات الطوعية. استعادة ثقة المانحينمن جانبها، قالت رئيسة مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأونروا كاثرين كولونا في مؤتمر صحافي الخميس:الهدف من المهمة الحساسة التي تقوم بها المجموعة المستقلة، في هذا السياق، هو استعادة ثقة المانحين.هدفي هو تقديم تقرير دقيق، مبني على الأدلة من شأنه أن يساعد الأونروا على الوفاء بتفويضها.سأقديم توصيات في التقرير النهائي المتوقع تسليمه بحلول 20 إبريل.وتوظف الأونروا التي تأسست بموجب هذا القرار الذي تم تبنيه عام 1949، حوالي 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية ولبنان والأردن وسوريا. وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية. وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقا داخليا، كما كلف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا بمهمة تقييم الأونروا و"حيادها" السياسي. لكن رغم أن "إسرائيل لم تقدم أي دليل للأونروا حتى الآن" يثبت اتهاماتها، فقد علقت 16 دولة تمويلها الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار، وفق ما قال فيليب لازاريني محذّرا من أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة "ستكون معرضة لخطر كبير ابتداء من شهر مارس". وخلفت الحرب في غزة قرابة 29500 قتيل وفق وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بلا هوادة وتفرض عليه حصارا مطبقا.(وكالات)