دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الخميس من لبنان إلى العمل على تأمين عودة "مستدامة" للاجئين السوريين إلى بلادهم، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، معتبراً أن هذه اللحظة تحمل الأمل للبنان والمنطقة بعد سنوات من المعاناة. العبء الأكبر وبحسب السلطات اللبنانية، يبلغ عدد سكان البلاد 5.8 ملايين نسمة، فيما تستضيف لبنان حاليا نحو مليوني لاجئ سوري، بينهم أكثر من 800 ألف مسجلين رسميا لدى الأمم المتحدة، مما يجعلها الدولة الأعلى استضافة للاجئين مقارنة بعدد سكانها.وقال غراندي بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون: "زيارتي إلى لبنان تأتي في إطار جولة إقليمية تهدف إلى البحث في أفضل السبل لدعم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم"، مشيرا إلى أن سقوط النظام السوري بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية قد خلق فرصة لمعالجة واحدة من أطول الأزمات الإنسانية في المنطقة.وأضاف: "نسعى لضمان أن تكون العودة مستدامة من خلال تحسين الأمن والاستقرار السياسي، واحترام حقوق كافة الفئات في سوريا. كما أن دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة الإعمار والتعافي في سوريا أمر لا غنى عنه لضمان هذه العودة". عودة اللاجئينمن جانبه، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال الاجتماع على ضرورة عودة اللاجئين السوريين "في أسرع وقت ممكن"، معتبراً أن الأسباب التي دفعتهم إلى النزوح قد زالت، وطالب الأمم المتحدة بتنظيم مواكب العودة بشكل فوري، مؤكداً أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل أعباء النزوح السوري. من جهتها، أوضحت مفوضية اللاجئين أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام السوري. وذكر غراندي أن نسبة اللاجئين السوريين الذين كانوا يخططون للعودة خلال عام واحد كانت أقل من 2% قبل أشهر قليلة، لكنها ارتفعت إلى حوالي 30% منذ التغيرات الأخيرة في سوريا. واختتم غراندي زيارته بإعلانه أنه سيتوجه قريباً إلى سوريا للقاء السلطات الجديدة هناك، بهدف مناقشة إمكانية عودة المزيد من اللاجئين من دول الجوار، مشددا على أن ضمان العودة المستدامة يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الاستقرار وإعادة الإعمار.(وكالات)