أكد محلّلون أن الهجوم الإيراني الأخير على أربيل يعدّ انتهاكا للسيادة العراقية، لافتين إلى أن طهران ساقت اتهامات باطلة بوجود مراكز "تجسس" تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي في الإقليم الكردي. وأضاف المصادر ذاتها في تصريحات لبرنامج "استوديو العرب" على قناة "المشهد" أنه لا يجب على إيران أن تقوم بمهاجمة دول بمزاعم غير حقيقية، فيما اعتبر دبلوماسي إيراني أن الردّ الصاروخي جاء بسبب معلومات لدى طهران باستهداف أجهزة عاملة في أربيل للأمن الإيراني.إيران "لا تمسّ" سيادة العراقوفي وصف العراق أن الهجوم الإيراني على أربيل هو عمل تخريبي "إرهابي" وخرق واضح للسيادة العراقية، قال الدبلوماسي الإيراني السابق الدكتور محمد مهدي شريعتمدار إن جزءا من العراق وليس كله كان له موقف من هذه العملية. واعتبر أن وزير الخارجية العراقي وشخصيات من كردستان العراق هم من أدانوا الهجوم الإيراني على "مراكز تجسس" في الإقليم. ولفت شريعتمدار إلى أن إيران لا تمسّ السيادة العراقية، إلا أنها تدافع عن نفسها في حالة تعرّضها للهجوم. وأشار إلى أن العملية التي تمت في أربيل جرت في منطقة غير سكنية، ولم يُقتل فيها أي امرأة أو طفل. وبيّن مهدي شريعتمدار أن رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي الذي قُتل له سوابق وهو مسؤول على إيصال النفط من كردستان إلى إسرائيل. ونفى أن يكون لإيران أي علاقات تجارية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن واشنطن حاولت "توريط" طهران ببعض العمليات التجارية لإيصال رسالة مفادها أن لها علاقات اقتصادية وعسكرية مع تل أبيب. وقال إن اختراق السيادة يكون عندما تنطلق عمليات من دولة ضد دولة أخرى وهو ما حصل في الهجمات ضد إيران، معتبرا أن ما قام به الحرس الثوري يأتي في إطار الرد على استباحة سيادة البلاد.حكومة كردية "منضبطة"ومن جنيف، قال مدير مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان راهب صالح إن المسؤولين الإيرانيين "يعتبرون العراق حديقة خلفية والاستهداف هو طبيعي". وأكد أن التهاون الذي أبداه "المجتمع الدولي والهيئات الدولية أمام جرائم النظام في إيران وجرّ الحكومة الإيرانية على اقتراف انتهاكات فظيعة خلال 20 عاما من الألفية الجديدة منحها شعورا أن لا تخشى مواجهة العدالة أو انعدام المساءلة". وقال صالح إن الولايات المتحدة "صنّفت نظام الملالي بأنه نظام مركزي للإرهاب"، مؤكدا أنه كعراقي يرى أنه مسؤول عن ملف انتهاكات الإنسان العراقية. وشدّد على أن جرائم إيران في العراق سمحت للحكومة العراقية بالتمادي في جميع أنحاء البلاد، لافتا إلى أن هنلك 274 ميليشيات نشطة. وأوضح صالح أن حكومة كردستان هي حكومة منضبطة وتحمي الأمن في داخل أربيل ولها سيادتها على الأراضي الكردية وبالتالي فإنها لن تسمح بتواجد "مكاتب تجسس" لتتواجد فيها. "حالة عدوان" وقال أستاذ العلوم السياسية مهند الجنابي من أربيل إن الهجمات الإيرانية هي "حالة عدوان" على الأراضي والسيادة العراقية، لافتا إلى أن ما يجري في العراق وتقييم المواقف سواء من وزارة الخارجية أو من الحكومة أو إقليم كردستان هو شأن عراقي على الأطراف الخارجية أن تتعامل مع لغة الخطاب الرسمي. وشدد على أن ما جرى هو عدوان إيراني على الأرض العراقية منوها إلى أن العراقيين تعوّدوا على "الأكاذيب الإيرانية". ولفت الجنابي إلى أن طهران استهدفت أربيل تحت ذريعة ما حصل في كرمان، مبينا أنه عند الحديث عن مراكز تجسس إسرائيلية، فإن تبرء تنظيم "داعش" الذي تبنى التفجيرات في إيران. وإن كان رجل الأعمال الكردي الذي قُتل في القصف الإيراني على أربيل مموّلا للموساد الإسرائيلي، أوضح الجنابي أن إيران تسوق اتهامات باطلة، ولا تمتلك دليلا واحدا على ما تدّعيه.(المشهد)