وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى ملعب كرة القدم الرئيس في أبيدجان، حيث حصل على قميص برتقالي لمنتخب ساحل العاج، التي تنظم كأس الأمم الإفريقية، وذلك ضمن جولة له استمرت 5 أيام وشملت دولا عدة في غرب إفريقيا.وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير أنه بينما تواجه إدارة جو بايدن صراعات مشحونة في الشرق الأوسط وأوكرانيا فإنها تحاول أيضًا إظهار أنها لا تزال ملتزمة بشراكاتها في غرب إفريقيا.وقال بلينكن هذا الأسبوع في أبيدجان بعد لقائه بالرئيس الإيفواري الحسن واتارا "نحن هنا لسبب بسيط للغاية، لأن مستقبل أميركا وإفريقيا وشعبيهما وازدهارهما مرتبطان كما لم يحدث من قبل".ماذا خلف خطاب بلينكن؟ذكرت "واشنطن بوست" أن خطاب بلينكن المشمس يحمل في طياته غيوم المنافسة الجيوسياسية مع الصين وروسيا في دول المنطقة، إذ تم بناء الملعب الذي جلس فيه بلينكن في أبيدجان من قبل الصين، القوة الاقتصادية العالمية ذات البصمة العميقة في جميع أنحاء إفريقيا.وكان وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، في كوت ديفوار قبل أسبوع، مشيدا بعلاقة بكين المربحة للجانبين مع البلاد.كما يقوم أحد كبار موردي الأسلحة الصينيين بتوسيع عملياته في غرب إفريقيا، بينما تلعب بكين دورًا فعالًا في مجموعة مترامية الأطراف من مشاريع خطوط أنابيب النفط التي تربط منطقة الساحل بالمحيط الأطلسي.الأمر ذاته بالنسبة لروسيا التي تنشط في مناطق أبعد بغرب إفريقيا، حيث انحازت موسكو بشكل انتهازي إلى قائمة القوات العسكرية التي خططت للانقلابات والتي دمرت الديمقراطيات التي كانت وليدة ذات يوم في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حسبما يذكر تقرير الصحيفة الأميركية.أميركا تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي لكن رغم ذلك، يقلل المسؤولون الأميركيون من أهمية الجانب التنافسي لهذه الجولة الحالية، حسبما تقول "واشنطن بوست".وأفاد الصحفي مايكل بيرنباوم الذي يرافق بلينكن في جولته بأن "كبار الدبلوماسيين الذين انضموا إلى بلينكن قالوا إن الرحلة تدور حول فرص ملموسة للتعاون الاقتصادي، وليس الضغط على الصين وروسيا".وأضاف أن "العديد من الدول الإفريقية، كما يشيرون، ترفض بالفعل عروض الدعم الروسية". وفي الوقت نفسه، كانت الصين أقل نشاطًا في مشاريع البنية التحتية الجديدة، حيث أنهت معظم تلك التي أطلقتها قبل سنوات، على الرغم من أن بصمة بكين في المنطقة هي سمة لا مفر منها.ورأت الصحيفة أن إدارة بايدن تريد أيضًا تغيير السرد حول دورها في المنطقة، مع التركيز على أولويات أخرى تتجاوز مكافحة التمرد. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي في، للصحفيين قبيل مغادرة بلينكن: نحن جيدون حقًا في المساعدة الأمنية، كما أننا جيدون حقًا في ملاحقة الإرهابيين.لكن إذا أهملت الحكم والتنمية الاقتصادية وعوامل مثل تغير المناخ، فلن تتمكن حقًا من التوصل إلى حل دائم.وتُعد هذه الرحلة الإفريقية الرابعة التي يقوم بها بلينكن خلال رئاسة بايدن. وفي سبتمبر الماضي، أصبح وزير الدفاع لويد أوستن أول وزير دفاع أميركي يزور أنغولا، وهي المحطة الأخيرة في رحلة بلينكن هذا الأسبوع.وتأمل الولايات المتحدة في الترويج لمشروع كبير للسكك الحديدية لنقل المعادن من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى ميناء أنغولي، حيث يمكن شحن هذه الموارد الحيوية إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن "الممر يساعد الولايات المتحدة على مواكبة الصين، التي استثمرت عشرات المليارات من الدولارات في أنغولا".(ترجمات)