اضطرابات ومواجهات حادة تشهدها مدينة منبج الواقعة شمال شرقي محافظة حلب السورية على وقع انفجارات مستمرة لم تعرف الجهات المسؤولة عنها حتى الآن. وأكد الدفاع المدني في سوريا وقوع انفجار جديد في المدينة أحدثته سيارة مفخخة أدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 15 آخرين أغلبهم من العمال المزارعين الذين مروا بالقرب من السيارة.تفجيرات منبجالمرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أيضًا أنّ هذا التفجير يعدّ السادس من نوعه في مناطق سيطرة القوات الموالية لتركيا وسبقه انفجار مشابه أواخر الشهر الماضي أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية. بدورها علّقت الرئاسة السورية على تفجير منبج بأنها لن تتوانى عن ملاحقة ومحاسبة المتورطين في التفجير، مشيرة إلى أنّ جريمة منبج لن تمر من دون إنزال أشد العقوبات بمرتكبيها.اتهامات متبادلةورغم أنّ السلطات الأمنية في دمشق لم توجه أيّ اتهامات لأيّ جهة، إلا أنّ قوات سوريا الديمقراطية اتهمت قوات موالية لتركيا بالمسؤولية، في المقابل اتهمت فصائل سورية وحدات الشعب الكردية بالوقوف خلف التفجير.وكانت الفصائل السورية المنضوية تحت لواء وزارة الدفاع في سوريا قد سيطرت على مدينة منبج ومحيطها، إلا أنّ ذلك لم يمنع المواجهات العنيفة بين العناصر الكردية والفصائل الموالية لتركيا خاصة في محيط سد تشرين الواقع على نهر الفرات جنوب شرقي منبج. وفي التفاصيل، أكد مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل ضرورة تحييد المدنيين من المواجهات الحاصلة في مدينة منبج السورية، لافتًا إلى ضرورة البحث عن الضالعين في هذه الجريمة وتقديمهم للمحاكمة لأنها قضية لا تحتمل التأجيل.وأضاف في مقابلة مع برنامج "المشهد الليلة" الذي يقدمه الإعلامي رامي شوشاني، على قناة "المشهد"، أنه كان من المأمول أن تتولى إدارة هيئات معينة عمليات حفظ الأمن وإدارة المدينة، موجهًا أصابع الاتهام إلى بعض الجهات التي وصفها بأنها لا تريد استقرار الوضع في سوريا، وأن تُظهر قوات سوريا الديمقراطية بأنها لا تريد الاستقرار، وبالتالي تدخل في مواجهة مع الحكومة الجديدة في دمشق. وانتقد خليل تصريحات الائتلاف الموالي لتركيا بتوجيه أصابع الاتهام لقوات سوريا الديمقراطية بوقوفها خلف التفجيرات، مؤكدًا ضرورة وضع إعلان دستوري وتقديم الجناة للعدالة. وأشار إلى التقارير الغربية التي تُشير إلى قيام الحركات المسلحة الموالية لتركيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا، مشيرا إلى ضرورة فتح قنوات حوار جدية ومباشرة بين الفصائل من أجل الوصول إلى انتخاب مؤسسات في سوريا.إعادة إنتاج حزب البعث؟ وقال "لا يمكن أن يتم استبدال حزب البعث في سوريا بمجموعة تتحكم في الحكم... سوريا تحتاج إلى شكل جديدة للحكم ولا يمكن اختزال إدارة البلاد في مجموعة صغيرة"، لافتًا إلى أنّ "قوات سوريا الديمقراطية من أول التشكيلات المسلحة التي التقت بأحمد الشرع وهناك تنسيق دائم منذ بداية عملية ردع العدوان". من جانبه، رفض المحلل السياسي، يوسف كاتب أوغلو الاتهامات الموجهة للفصائل الموالية لتركيا بالوقوف خلف التفجيرات، بقوله "هذا الأمر لا يخدم جهود تركيا في استقرار سوريا.. استغرب اتهامات قسد للقوات الموالية لتركيا بالوقوف وراء التفجيرات". وأكد في مقابلة مع "المشهد" ضرورة تخلي قوات قسد عن أسلحته وتترك مسؤولية حماية الأراضي السورية للحكومة السورية الجديدة، مشيرا إلى أنّ سوريا حاليًا بها جيش هو المسؤول عن فرض السيادة والنظام على كل الأراضي السورية.(المشهد)