تعهدت إسرائيل مرارا وتكرارا بالقضاء على "حماس" بعد هجومها في 7 أكتوبر، لكن النقاد يرون بشكل متزايد أن هذا الهدف غير واقعي أو حتى مستحيل، بحسب مقال في صحيفة "نيويورك تايمز".وتساءل المعارضون داخل إسرائيل وخارجها عما إذا كان اتخاذ قرار بتدمير مثل هذه المنظمة الراسخة أمراً واقعياً. ووصف مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي الخطة بأنها "غامضة". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الشهر: "أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يتعين فيها على السلطات الإسرائيلية أن تحدد بشكل أكثر وضوحا هدفها النهائي. التدمير الكامل لحماس؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب سوف تستمر 10 سنوات". منذ ظهورها للمرة الأولى عام 1987، نجت "حماس" من المحاولات المتكررة للقضاء على قيادتها. وقد تم تصميم هيكل المنظمة لاستيعاب مثل هذه الحالات الطارئة، وفقاً للمتخصصين السياسيين والعسكريين. فضلاً عن ذلك فإن التكتيكات الإسرائيلية المدمرة في حرب غزة تهدد بدفع شريحة أوسع من السكان إلى التطرف، وإلهام مطوعين جدد. ويرى المحللون أن النتيجة الأمثل لإسرائيل ربما تتمثل في إضعاف القدرات العسكرية لـ "حماس" لمنع الجماعة من تكرار مثل هذا الهجوم المدمر. ولكن حتى هذا الهدف المحدود يعتبر بمثابة جهد هائل.توقّعات زائفةوقال الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إنه قتل نحو 8000 من مقاتلي "حماس" من قوة يقدر عددها بما بين 25 ألفا و40 ألفا. واستسلم نحو 500 شخص، بحسب الجيش، رغم نفي "حماس" أن يكونوا جميعاً من عناصره. وقدم الجيش في بعض الأحيان تقارير تقدم إيجابية بشأن أهدافه، واصفاً السيطرة الكاملة "الوشيكة" على المناطق في شمال غزة حيث بدأ هجومه البري في أواخر أكتوبر. لكن نتانياهو اعترف يوم الأحد "بتكلفة الحرب الباهظة للغاية” حيث أعلن الجيش أن 15 جنديًا قتلوا خلال الـ 48 ساعة الماضية فقط. ولا تزال الصواريخ تُطلق بشكل شبه يومي من جنوب غزة على إسرائيل، وإن كان ذلك بمعدل أقل بكثير من ذي قبل. وانتقد مايكل ميلشتين، ضابط مخابرات كبير سابق في إسرائيل، تصريحات بعض القادة الإسرائيليين التي تصور "حماس" على أنها وصلت إلى نقطة الانهيار، قائلًا إن ذلك قد يخلق توقعات زائفة بشأن طول مدة الحرب. ووزع الجيش الإسرائيلي منشورات في غزة مؤخرا يعرض فيها أموالا مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال 4 من قادة "حماس". ووعد الجيش بمبلغ 400 ألف دولار مقابل يحيى السنوار، زعيم "حماس" في غزة، و100 ألف دولار مقابل محمد الضيف، رئيس جناحها العسكري، "كتائب القسام". وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قال إنه هدم ما لا يقل عن 1500 نفق، إلا أن الخبراء يعتبرون أن البنية التحتية تحت الأرض سليمة إلى حد كبير.لا توجد علاماتوقال اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي جيورا إيلاند، إن "حماس" أثبتت قدرتها على استبدال القادة الذين قتلوا بسرعة بآخرين على نفس القدر من الكفاءة والتفاني".وأضاف إيلاند: "من وجهة نظر مهنية، يجب أن أشيد بقدرتهم على الصمود. لا أستطيع أن أرى أي علامات على انهيار القدرات العسكرية لحماس ولا قوتها السياسية لمواصلة قيادة غزة".وقال مسؤول عسكري إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته بموجب اللوائح العسكرية إن معظم قوات النخبة كانت في اللواءين الشماليين، اللذين يشكلان حوالي 60% من القوة. وزعم المسؤول أن حوالي نصفهم قتلوا أو جرحوا أو اعتقلوا أو فروا جنوبا. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الهدف بالنسبة لإسرائيل هو أولا تفكيك الحكومة، ثم تشتيت المقاتلين والقضاء على القادة ومرؤوسيهم الأساسيين. وتنقسم كتائب القسام إلى كتائب، مع وجود وحدات أصغر تدافع عن الأحياء الفردية. وتشمل الكتائب المتخصصة الأخرى وحدة مضادة للدبابات، ووحدة بناء الأنفاق، وجناحاً جوياً كانت طائراته بدون طيار وطائراته الشراعية عنصرًا مهمًا في الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، وفقًا لمحللين ومسؤولين عسكريين واستخباراتيين سابقين.ويبدو أن لواء النخبة، الذي يتألف من حوالي 1000 مقاتل مدربين تدريباً عالياً، قد لعب دوراً مركزياً في 7 أكتوبر.(ترجمات)