بعد شهر من الحرب في أوكرانيا وقَف الروس على أبواب كييف، ليس بعيدا عن خط المواجهة كان الكولونيل السابق في القوات الخاصة الأميركية آندي ميلبورن، يُدرّب قدماء المحاربين من جميع أنحاء العالم على طرق استخدام السلاح، هذه كانت البداية لمجموعة "موازرت" التي تدعم كييف في حربها مع موسكو، بحسب تقرير لصحيفة "تيليغراف" البريطانية.ويكشف المصدر ذاته أن ميلبورن جاء لأول مرة إلى أوكرانيا العام الماضي كصحفي لتغطية الحرب، لكنه وجد نفسه مضطرا لبدأ التطوع وتدريب القوات الأوكرانية وجمع تدريجيا مجموعة من المحاربين القدامى الذين لديهم رغبة مماثلة في القتال، فوُلدت قوات "موزارت".أهداف "موزارت"في شمال أوكرانيا يقوم القائد العسكري السابق بتعليم كتيبة من الجنود مهارات التعامل مع الأسلحة والرماية قبل أن ينتقلوا إلى خط المواجهة، كتيبة يُنظر إليها كرد خفي لمجموعة فاغنر الروسية.ومع ذلك يقول ميلبورن إنهم لم يقصدوا أبدا مقارنتهم بـ"فاغنر"، على الرغم من أنه يعتقد أن "موزارت" قد تكون مستقبلا الحل لمواجهتم. ووفقا لموقعها على الإنترنت فإن "موزارت":قوات مسلحة هدفها توفير القدرات الحاسمة لوحدات الخطوط الأمامية الأوكرانية.تُقدم المجموعة التدريب العسكري الأساسي مثل الرماية ومهارات التعامل مع الأسلحة.المعيار الأساسي لاختيار المنتمين إليها هو أن يكون الجنود منضبطين ومستعدين للقتال.مساعدة نقل المدنيين والجنود المصابين في خطوط المواجهة.توصيل الإمدادات الأساسية مثل الأدوية والغذاء.أزمة داخليةوتشير الصحيفة البريطانية إلى أزمة داخلية بين قائد المجموعة الحالي ميلبورن والعقيد البحري السابق الذي عاش في أوكرانيا 30 عاما أندرو باين، هذا الأخير الذي يعتبر المدير المالي لـ"موزارت". ونشب خلاف بين الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي حول من أنشأ المجموعة أولا. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل نشر باين مجموعة من الاتهامات في سعي منه لعزل ميلبورن من منصبه كرئيس تنفيذي للمجموعة. ومن ضمن الاتهامات:الظهور في حالة سُكر في مقطع فيديو على الإنترنت والاستخفاف بأوكرانيا. استخدام سيارة المجموعة للقيادة إلى المملكة المتحدة والتخلي عنها.انتهاك لوائح التجارة الدولية في الأسلحة (ITAR) للولايات المتحدة ورشوة المسؤولين العسكريين. الاختلاف بين "موزارت" و"فاغنر"وتعتبر مجموعة "موزارت" نفسها أقرب إلى أن تكون منظمة غير حكومية من شركة عسكرية خاصة تقليدية، لذا فالفرق بينها وبين "فاغنر" هو أنها تقدم الدعم لمجموعات قتالية في أوكرانيا لكنها لا تقوم بالقتال أحادي الجانب مثل القوات الروسية الخاصة.هناك اختلاف آخر بين المجموعتين وهو تمويلهما، حيث تقدم الشركات العسكرية الخاصة التقليدية خدمات بموجب عقد مع الحكومة، فمثلا "فاغنر" تتلقى دعما من روسيا لكن "موزارت" تعتمد على "التمويل الجماعي الخيري". لكن المجموعة تسعى لجلب عقد مع القوات المسلحة الأوكرانية للتدريب والخروج من مساحة التمويل التطوعي، ولهذا السبب تم إنشاء مجموعة Mozart كشركة ذات مسؤولية محدودة بحيث يمكنها التقدم لعقود الحكومة الأوكرانية التي لم ترِد أي أخبار حتى الآن عن إمكانية تعاقدها مع شركات خاصة.وكشف قائدها أنه يخطط للحصول على التوجيهات من الولايات المتحدة قبل توريط نفسه في أي صراع وعدم التداخل في شبهات مع جماعات مسلحة تعتبرها أميركا منظمات إرهابية.قلق الأمم المتحدةويُعتبر انتشار المجموعات التطوعية والاستخدام المتزايد للشركات العسكرية الخاصة في الصراعات، مصدر قلق للأمم المتحدة، حيث ترى عضوة فريق عمل الأمم المتحدة المعني بمجموعات المرتزقة سورتشا ماكليود أن هذه المجموعة تثير القلق.وتضيف في حديث لـ"تيليغراف": "المساءلة والشفافية أمران أساسيان" بدون فهم مصدر الأموال، لا يمكننا فهم دوافع المجموعة بشكل كامل".من جهته، يقول المدير التنفيذي لجمعية مدونة قواعد السلوك الدولية جيمي ويليامسون إنه "إذا كان أعضاء موزارت يخططون للانخراط في اتجاه القيادة والسيطرة على مستوى عملياتي، فهم لا يفقدون فقط حمايتهم كمدنيين، بل من المحتمل أن يخلطوا بين المسؤولية عمن فعل ماذا في الحرب وهذا مرعب". وفيما يواصل ميلبورن ومتطوعوه عملهم الذي يواجه نارا داخلية وخارجية، يبدو أن قوات فاغنر لاحظت تصاعد نفوذ "موزارت"، حيث تستهدف قنوات Telegram التابعة لها منافستها بالدعاية، كما استهدفت العديد من مواقع المجموعة الجديدة. (ترجمات)