على الرغم من حجم الدمار المهول الذي خلّفه زلزال ميانمار، الذي أودى بحياة أكثر من 2000 شخص ودمر مناطق بأكملها، وفق ما كشفت صور وخرائط الأقمار الصناعية، إلا أنّ النظام العسكري الحاكم هناك لا يزال يفرض حظره، طويل الأمد، على دخول الصحفيين الدوليين إلى البلاد.وحتّى مع مقتل الآلاف وتدمير أحياء بكاملها، مَنع النظام دخول أولئك الصحفيين، مبررًا الأمر "بعدم توفر ضمانات للسلامة" التي يمكن تقديمها للإعلام الأجنبي لتغطية تداعيات الزلزال الكارثي، الذي ضرب البلاد يوم الجمعة الفائت.مناطق مدمّرة في ميانماروفي تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البرطانية، رجّحت أن يكون السبب في الإبقاء على هذا الحظر، هو استمرار النظام في حملته ضد القوات المتمردة وسط الدمار الناجم عن الزلزال، مشيرًا إلى أنّ المعلومات المتوفرة عبر صور الأقمار الصناعية وسائل التواصل الاجتماعي، تشكّل أداة حيوية، على الرغم من عدم اكتمالها إلا أنها تظهر حجم الدمار الحقيقي الناتج عن الزلزال في ماندالاي، وهي ثاني أكبر مدينة في ميانمار، وتقع على بعد 20 كم فقط من مركز الزلزال، وكانت من من أكثر المناطق تأثراً.وبالفعل، المدينة الشهيرة بأحد أديرتها الكبيرة الذي يحتوي على برج ساعة، أصبح الآن مدمرًا بالكامل. إلا أنّه بالنسبة للعديد من المناطق، لا تزال الصور الفضائية غير متوفرة، كمدينة ساغينغ.ميانمار تطلب المساعدة وفي نداء نادر، أصدر حكام ميانمار دعوات للمساعدة بعد الكارثة. وكان حلفاؤهم، مثل روسيا، والهند، والصين، من بين الأوائل الذين استجابوا لهذا النداء وسارعوا إلى المساعدة.ووفقًا للتقرير، فيوم السبت الفائت، وصلت طائرة روسية مسجلة لدى وزارة الحالات الطارئة باسم "Emercom"، إلى ماولاميين في جنوب ميانمار، قادمة من موسكو. وقد أرسلت 120 رجل إنقاذ وإمدادات إلى يانغون، في جنوب البلاد. وفي مانداي، تعاون عمال الطوارئ الروس والصينيون لإنقاذ المدنيين.من جهتها، أعلنت الصين أنها أرسلت أكثر من 135 رجل إنقاذ، وتعهدت بتقديم حوالي 13.8 مليون دولار كمساعدات طارئة. من ناحيته، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ تعازيه إلى زعيم المجلس العسكري الحاكم مين أونغ هلاينغ.قلق من توزيع المساعدات بشكلٍ غير عادل وقد تعهدت دول أخرى أيضًا بتقديم الأموال، بما في ذلك الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة. لكن هناك العديد من المخاوف بشأن ما إذا كانت المساعدات ستوزع بشكل غير عادل.من ناحيته، أوضح مورغان مايكلز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنّ الجيوش استخدمت على مرّ التاريخ حظر الوصول إلى المساعدات كتكتيك لمكافحة التمرد." وأضاف: "لذلك نشعر بقلق مبرر في هذه الأزمة الحالية، حيث قد تقوم القوات العسكرية بحظر المساعدات عن المناطق المتأثرة."هذا، ووقّع ما يقارب الـ265 مجموعة في ميانمار بيانًا يدعون من خلاله إلى توجيه المساعدات إلى المجتمع المدني، والحكومة الوطنية للوحدة، ومنظمات المقاومة العرقية، بدلًا من المجلس العسكري.وأعربت المتحدثة باسم الموقعين على البيان، خين أوه مار، عن قلقها من عدم وصول المساعدات إلى مناطق مثل ساغاينغ، وقالت: "المساعدات الدولية لإنقاذ الناس لا تصل إلى من يحتاجون إلى الإنقاذ، والمجلس العسكري يواصل قصف المناطق، بما في ذلك ساغاينغ، حيث تضرر الناس بشكل كبير".القصف مستمرّ على الرغم من الزلزال وقد تركزت بعض أعنف المعارك في المناطق الأكثر تضررًا من الزلزال، بما في ذلك ساغاينغ ومانداي.بدورها، طالبت مجموعات المتمردين في ميانمار بوقف موقّت للقتال لمدة أسبوعين للمساعدة في تسليم المساعدات وجهود الإنقاذ، لكن هذه الدعوات لم توقف العنف.وفي هذا السياق، شرح مورغان مايكلز أنه "كان هناك نحو 11 غارة جوية يوم الأحد، ويبدو أن ذلك بمثابة استمرار للقتال مع استخدام كل طرف للأدوات التي كان يستخدمها طوال الوقت".(المشهد)