يرى محللون وخبراء أنّ جماعة "الإخوان"، استغلت أحداث حرب غزة، لتحقيق مكاسب سياسية، والعودة مرة أخرى إلى الصورة، وتصدّر المشهد في الشوارع العربية، ولعب أدوار عدة على رقعة الشرق الأوسط، بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.ويقول مؤسس تنظيم "الجهاد" في مصر سابقًا الشيخ نبيل نعيم لمنصة "المشهد"، إنّ ما حدث في 7 أكتوبر ليس انتصارًا للمقاومة، لأنه يوجد قاعدة تحكم المقاومة، وهي أنّ المقاومة مسؤولة أمام شعبها عما تجلبه لهذا الشعب من انتصارات أو انتكاسات، على سبيل المثال عندما أقتل 10 أو 15 إسرائيلي، وهم يردون بقتل 35 ألف فلسطيني، هذا لا يعني الانتصار بل الانتكاس.وحول هدف عملية 7 أكتوبر في إسرائيل، يوضح الخبير في الجماعات المتطرفة: "من خلال خبرتي ومعرفتي بقادة الجماعات المتطرفة كأيمن الظواهري وبن لادن، سبب وجود الجماعات المتطرفة، هو الإحباط الذي يصيب الشباب من حكام البلاد، لأنّ الشباب عاجزون عن التعبير عن رأيهم بحرية، فيذهبون للانضمام للجماعات السرية".تحريض "الإخوان" وحول موضوع مناشدة قيادات "حماس" للجماهير العربية للخروج ومناصرة غزة، سواء في الأردن أو مصر أو غيرها من الدول العربية، يرى نعيم أنّ الشباب الذين يحركهم مجموعة من "الإخوان"، مجموعة فاشلة، وتجار حروب، يستغلون أيّ مشكلة لصالح جماعتهم، لكنهم ليسوا شعبويّين، لأنّ الشعب يرفضهم. ويرى أستاذ العلوم السياسيّ حسام الدجني، أنّ "ما جرى في غزة، وتوصيف حركة "حماس" وربطها بالفصائل الجهادية هو خطأ، لأنّ حركة "حماس" كما عرّفت عن نفسها في عام 2017، هي حركة تحرر وطنيّ فلسطينيّ ذات مرجعية إسلامية".ويؤكد الدجني أنّ المدّ الشعبيّ المناصر لـ7 أكتوبر، منطلق من إدارك العالم، للمخاطر الجمّة التي تستهدف المنطقة، على سبيل المثال عندما يخرج الأردنيون إلى الشوارع، ذلك خوفًا من المخاطر التي تحيط بهم، خصوصًا بعد دعوات إسرائيل لجعل الأردن الوطن البديل للفلسطينيّين.ويكمل الدجني: "عندما يخرج المصريون ويقولون لا، لأنهم لا يريدون للفلسطينيّين أن يخرجوا من غزة، وأن يصبحوا لاجئين أو نازحين في مصر، باختصار الأمة العربية عندما تخرج هي رافضة للعدوان الإسرائيلي، وليس استجابةً لمناشدات قادة الحركة الفلسطينية". ويختم الدجني حديثه بالقول: "يجب أن تدرك إسرائيل، أن نزول بعض الشعوب إلى الشارع، هو من منطلق الإدارك لخطورة ما تقوم به من إبادة جماعية في غزة، وأنّ أصواتهم هي أحد العوامل التي يمكن أن توقف عجلة الحرب، ولا أظنّ أنّ الحراك جاء استجابة لدعوات "حماس"، لأنه سبق هذه الدعوات، ليس فقط في الدول العربية بل في مختلف دول العالم".(المشهد)