وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة والقتال على الحدود اللبنانية، أسقط سلاح الجو الإسرائيليّ أكثر من 150 طائرة بدون طيار، باستخدام أنظمة أرضية مثل القبة الحديدية وأخرى بواسطة الطائرات المقاتلة، وفقًا لبيانات جديدة نشرها الجيش أمس الاثنين.وفي تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تم تنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار إلى حدّ كبير من لبنان.وقد تم إطلاق العديد منها من غزة، كما أطلقت الجماعات المدعومة من إيران أعدادا كبيرة الطائرات بدون طيار في العراق وسوريا واليمن. واستخدم "حزب الله" اللبنانيّ في الأشهر الأخيرة بشكل متزايد الطائرات بدون طيار المحمّلة بالمتفجرات، إلى جانب الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. وكانت هجمات الطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات التي تنفذها الجماعة من لبنان مؤخرًا، واحدة من أهم التحديات التي يواجهها الدفاع الجوّي التابع الإسرائيليّ خلال الحرب. وفي حالات عدة، واجه سلاح الجو تحديًا لاكتشاف التهديد في الوقت المناسب لاعتراضه، ما أدى إلى وقوع إصابات. "تحديدات زائفة"وقد استهدفت طائرات "حزب الله" بدون طيار إلى حدّ كبير مواقع الجيش أو المجتمعات الإسرائيلية على الحدود، مع عدد قليل من حوادث إطلاق طائرات بدون طيار لمسافة أبعد بكثير، حتى عمق يصل إلى 40 كلم داخل إسرائيل. وتستخدم مصفوفة الدفاع الجوي مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار لاكتشاف ما تسميه "الأهداف الجوية المشبوهة" المتجهة إلى المجال الجوي الإسرائيلي.وتقول الصحيفة، إنه وبشكل متكرر، مع ضبط الرادارات الإسرائيلية على حساسية عالية، تم تحديد أهداف عدة لاحقًا، على أنها "تحديدات زائفة"، وغالبًا ما تكون طيورًا. وفي بعض الأحيان، تم إسقاط طائرات إسرائيلية بدون طيار، التي فشلت في التعريف عن هويتها بشكل صحيح. ومع ذلك، لا يتم دائمًا التعرف إلى طائرات "حزب الله" بدون طيار من قبل سلاح الجو الإسرائيليّ إلا بعد فوات الأوان لاعتراضها.عامل التضاريس يمكن أن تشكل التضاريس على الحدود اللبنانية، مع وجود تلال عدة، تحديًا للرادار الإسرائيليّ أثناء تحليق الطائرات بدون طيار. ويرى التقرير أنّ مسارات الطيران القصيرة جدًا في كثير من الأحيان، يجعل من الصعب على سلاح الجو الإسرائيليّ الردّ في الوقت المناسب على الهجوم عندما يكتشف الطائرة بدون طيار. وخلال الهجوم الإيرانيّ على إسرائيل في 14 أبريل، تمكّن سلاح الجو وحلفاؤه من اكتشاف مئات الطائرات الإيرانية بدون طيار المتوجهة نحو إسرائيل قبل ساعات من الهجوم، ما منع أيًا منها من دخول المجال الجوّي الإسرائيلي. وخلال الهجوم، خضعت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية لأكبر اختبار لها على الإطلاق، مع إطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران، والتي تم إسقاطها جميعها تقريبًا بمساعدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.إضرار بالدفاعات فقطوقالت القوات الجوية الإسرائيلية إنه لا يوجد شيء تلقائيّ في مصفوفة الدفاع الجوي، ويقوم جنودها بتنفيذ كل عملية تحديد وإطلاق للصاروخ الاعتراضي يدويًا، لمنع الاعتراض العرضيّ للطائرة "الصديقة"، وكذلك للحفاظ على الطائرات الاعتراضية في حالات تحديد الهوية الزائفة. ووفقًا لتقييمات سلاح الجو الأخيرة التي اطلعت عليها الصحيفة، يحاول "حزب الله" الإضرار بالدفاعات الجوية الإسرائيلية وسط القتال، وسيعمل بشكل خاص على استهداف أنظمة مصفوفة الدفاع الجوّي في حرب شاملة. وفي الأسبوع الماضي، نشر "حزب الله" مقطع فيديو يُظهر أنه ضرب بصاروخ موجّه زعم أنه منصة إطلاق القبة الحديدية في شمال إسرائيل. وفي الحرب، من المرجح أن يطلق الحزب أسرابًا من الطائرات بدون طيار، بدلًا من طائرتين أو 3 في المرة الواحدة كما يفعل حاليًا، وهو ما يمكن أن يصبح تحديًا كبيرًا، وفقًا لتقديرات سلاح الجو. وسائل دفاعية جديدةوكجزء من تحركات سلاح الجو الإسرائيليّ لمواجهة تهديد طائرات "حزب الله" بدون طيار، قامت بتأسيس بطاريات جديدة للقبة الحديدية، بالإضافة إلى تشكيل كتيبة جديدة لتشغيل نظام الدفاع الجوّي قصير المدى. وأشار التقرير إلى تأسيس الكتيبة 139 المنشأة حديثًا، وهي كتيبة القبة الحديدية الثالثة في إسرائيل، بعد الكتيبة 137 و947. وتمتلك البحرية الإسرائيلية أيضًا نسخة من القبة الحديدية على متن طراداتها الأربع من طراز "ساعر 6". كما تحرك سلاح الجو الإسرائيليّ لإغلاق أنظمة الدفاع الصاروخيّ باتريوت القديمة، والتي تم تصميمها لإسقاط الطائرات وليس الطائرات الصغيرة بدون طيار. آلاف الصواريخوقال الجيش أمس الاثنين أيضا، إنه تم إطلاق أكثر من 19 ألف صاروخ غير موجّه على إسرائيل منذ بدء الحرب في أكتوبر. وتم إطلاق الصواريخ في الغالب من قطاع غزة، على الرغم من أنّ نسبة الهجمات الصاروخية من لبنان تزايدت بشكل مطّرد في الأشهر الأخيرة. وقد اعترضت الدفاعات الجوية آلافًا من تلك الصواريخ، حيث يشمل عددها فقط التي عبرت إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وكانت إسرائيل قد قالت في وقت سابق، إنّ مئات الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة، فشلت في التصويب وسقطت داخل القطاع، كما سقطت صواريخ عدة لـ"حزب الله" في لبنان.(ترجمات)