في تصعيد غير مسبوق، تبادلت باكستان وإيران ضربات على أراضي كل منهما، في وقت تستمر الحرب في غزة وتداعياتها على الشرق الأوسط.وتقاتل الدولتان منذ فترة طويلة المسلحين في منطقة بلوش المضطربة على طول الحدود. ولكن في حين أنّ البلدين يشتركان في عدوّ انفصاليّ مشترك، فمن غير المعتاد أن يهاجم أيّ من الجانبين المسلّحين على أراضي الطرف الآخر، وفقًا لشبكة سي إن إن.وفي منطقة "البلوش"، الذين يعيشون بين باكستان وأفغانستان وإيران، اندلعت حركات التمرد عبر المنطقة الحدودية تطالب بـ"الاستقلال".فلماذا تتبادل إيران وباكستان القصف بينهما الآن وما علاقة ذلك بحرب غزة؟صراع بلوشستان بين طهران وإسلام آبادفي يوم الثلاثاء، شنت إيران ضربات على إقليم بلوشستان الباكستاني، ما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة آخرين، وفقًا للسلطات الباكستانية.وزعمت إيران أنها "استهدفت الإرهابيّين الإيرانيّين فقط على الأراضي الباكستانية" ولم يتم استهداف أيّ مواطن باكستاني.لكنّ الهجوم أثار غضب باكستان التي وصفت الهجوم بأنه "انتهاك فاضح للقانون الدوليّ وروح العلاقات الثنائية بين باكستان وإيران".وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء المتحالفة مع الدولة، إنها استهدفت معاقل جماعة جيش العدل، المعروفة في إيران باسم "جيش الظلم".ردّت باكستان بعد يومين بما أسمته "سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة والمنسقة للغاية" على "مخابئ للانفصاليّين" في سيستان وبلوشستان.وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، في إعلانها عن الضربات يوم الخميس، إنّ عددًا من المسلحين قُتلوا. وقالت السلطات الإيرانية إنّ 7 أشخاص على الأقل قُتلوا في سلسلة من الانفجارات، 3 نساء و4 أطفال.تصعيد باكستان وإيران.. دلالة التوقيتالصراع الذي تخوضه باكستان وإيران مع مسلحين ينشطون على جانبَي حدود كل منهما ليس جديدًا.ووفقًا لشبكة سي إن إن الأميركية، فالجارتان شهدتا اشتباكات مميتة على طول الحدود المضطربة بانتظام على مر السنين. وفي الشهر الماضي فقط، اتهمت إيران مسلّحي جيش العدل باقتحام مركز للشرطة في سيستان وبلوشستان، ما أدى إلى مقتل 11 ضابط شرطة إيراني، بحسب وكالة تسنيم.ومع ذلك، فإنّ الأمر غير المعتاد إلى حدّ كبير، هو استعداد كل جانب لضرب أهداف عبر تلك الحدود، من دون إبلاغ كل منهما الآخر أولًا. ويحدث كل هذا على خلفية القصف الإسرائيليّ لغزة، والذي أحدث تداعياته في جميع أنحاء المنطقة.يقول الخبراء لـCNN إنّ الصراع الإقليميّ الأكبر، ربما شجع إيران على أن تكون أكثر استباقية في ملاحقة أهداف خارج حدودها، خصوصًا أنّ الولايات المتحدة تسير على حبل مشدود بين خفض تصعيد الأعمال العدائية، واستعراض قوتها العسكرية لردع المزيد من التحركات من جانب إيران.وفي اليوم السابق للضربات في باكستان، أطلقت إيران صواريخ باليستية على العراق وسوريا، مدعية أنها تستهدف قاعدة تجسس للقوات الإسرائيلية و"الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران".إيران تريد الهيمنة في المنطقةفي هذه الأثناء، يستمر القتال العنيف بين إسرائيل وجماعة "حزب الله"عبر الحدود اللبنانية. وتقاتل الولايات المتحدة المتمردين "الحوثيّين" المدعومين من إيران في اليمن، والذين هاجموا السفن في البحر الأحمر باسم الانتقام من الهجوم الإسرائيليّ على غزة.في السياق، قال كريم سجاد بور، زميل أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "إذا لم تقم بإدانة إيران ووكلائها.. فلن يكون هناك أيّ تكلفة بالنسبة لهم لمواصلة هذه الأنشطة".وأضاف أنّ أنشطة إيران تعمل الآن على تعزيز العديد من أهدافها الرئيسية، والتي تشمل تمكين الفلسطينيّين ومواجهة النفوذ الأميركيّ في الشرق الأوسط.من جهته، أوضح الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي، ويسلي كلارك، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي، أنّ الأعمال العدائية المختلفة تعكس "سعي إيران إلى تعزيز دورها كزعيم في المنطقة".وقال لشبكة CNN: "إنها تسعى إلى الهيمنة الإقليمية". وعندما تكون الولايات المتحدة وإسرائيل هناك، وتشن إسرائيل هذه الحملة ضد "حماس"، فإنّ إيران تشعر بالحاجة إلى الردّ وتأكيد نفسها". (ترجمات)