قال المدير السابق لفريق مكافحة الإرهاب في الكونغرس إي جي كيمبال، إنّ الرئيس الأميركيّ جو بايدن ورفاقه، يعلمون أنّ إيران مسؤولة عن الهجوم في الأردن، الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيّين وإصابة 34 آخرين.وأشار في مقال نشره في مجلة "ناشيونال إنترست"، إلى أنّ الولايات المتحدة تعرف من يقف وراء أكثر من 150 هجومًا صاروخيًا وطائرات بدون طيار شنّتها فصائل عراقية على القوات الأميركية في العراق وسوريا، فضلًا عن استهداف "الحوثيّين" للتجارة الدولية في البحر الأحمر.التصعيد في الشرق الأوسطوقبل الضربات الانتقامية الجمعة، ردّت الإدارة الأميركية بـ3 جولات من الضربات ضد "الحوثيّين" من دون الردّ على الاستفزازات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن. وبحسب كيمبال، قد لا تسعى الولايات المتحدة إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، لكنّ إيران تفعل ذلك.وكتب نائب الرئيس والمدير الأول لمركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي ماثيو كروينغ: "كلما زادت درجة الميزة النووية التي تتمتع بها دولة ما على خصمها، كلما قلّت التكلفة النسبية للحرب النووية، وزادت احتمالية تحقيق أهدافها في أزمة خطيرة، وكلما زادت احتمالية تحقيقها لأهدافها في أزمة خطيرة، ومن غير المرجح أن تتعرض لتحدٍّ عسكريّ في المقام الأول". وأكد كيمبال، أنّ كروينغ يُطلق على نظريته اسم "النظرية التركيبية لسياسة حافة الهاوية والتفوق"، وهي كلما زادت قدرة الدولة النووية، كلما زادت ثقة قيادتها في تصعيد الصراع إلى النقطة التي يستسلم فيها الجانب المعارض. استعداد للحربوقال كيمبال في المقال، إنه في الوقت الحاضر، لا تمتلك إيران أيّ قدرة نووية لإيذاء الولايات المتحدة أو أيٍّ من حلفائها. ومع ذلك، يبدو أنّ سياسة الإدارة الحالية تجاه إيران تشجع طهران على تحقيق ذلك الهدف. وأشار إلى أنّ حجم الاقتصاد الإيرانيّ يبلغ ما يقرب من 1/60 من حجم الاقتصاد الأميركي. وتحت مراقبة الإدارة الأميركية، قامت إيران بزيادة قدراتها النووية، إلى درجة أنّ خبراء يعتقدون أنّ لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لإنتاج 5 أسلحة نووية على الأقل.وأضاف كيمبال أنه من خلال الفشل في التصعيد، منحت الإدارة الأميركية إيران مجالًا واسعًا للمناورة. وشنّ "الحوثيون" المدعومون من إيران عشرات الهجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك استهداف سفينة تابعة للبحرية الأميركية باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ إيرانية الصنع. وردّ البيت الأبيض بتحذيرات شفهية وبعض الضربات الموجهة ضد مواقع "الحوثيّين"، وكانت هذه الضربات غير كافية إلى حدّ كبير لردع هجمات الجماعة المستقبلية، وبالتأكيد لم تكن كافية لردع الدعم الإيراني. وأكد المقال أنّ إيران - في مواجهة هجمات "الحوثيّين" - تُسبّب فوضى في الشحن الدولي، فيما لم يعد بإمكان السفن المجازفة بالتحرك عبر خليج عدن إلى البحر الأحمر للمرور عبر قناة السويس. السلام من خلال القوةويقول كيمبال إنه من المحتمل أن تكون استراتيجية "السلام من خلال القوة" التي اعتمدها الرئيس ريغان، هي نسخة الثمانينيات من "النظرية التركيبية لسياسة حافة الهاوية للتفوق". ومن هنا، أوضح كيمبال أنّ الولايات المتحدة كانت متفوقة ماديًا على الاتحاد السوفياتي في كل النواحي تقريبًا، لكنّ قوّتها الديمقراطية وبراعتها الرأسمالية هي التي أعطت ريغان الثقة في التفوّق الأميركي. في عام 2018، حذّر الرئيس السابق دونالد ترامب إيران من خلال الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة ثم فرض عقوبات على طهران. وعندما صعّدت إيران في عام 2019 عبر إسقاط طائرة أميركية بدون طيار، ثم مهاجمة منشآت نفطية، أذن ترامب باغتيال جنرال الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني. كان اغتيال سليماني بمثابة ضربة مباشرة لإيران، مثل أيّ ضربة أخرى تعرضت لها طهران حتى الآن، وعلى الرغم من التهديدات بالانتقام، لم يحدث شيء طوال الفترة المتبقية من رئاسة ترامب. وأكد كاتب المقال أنّ التصعيد يتطلب الشجاعة والثقة، مبيّنًا أنّ بايدن يفتقر إلى كليهما، وقد أدى هذا الضعف إلى ردود فعل ضعيفة تجاه إيران.(ترجمات)