تطورات متسارعة في الأيام الماضية جعلت من كوريا الجنوبية تتصدر الأخبار العالمية، عقب إعلان رئيسها الأحكام العرفية ما أثا الفوضى في البلاد. فماذا يحدث في كوريا الجنوبية؟فدعا مشروع في كوريا الجنوبية إلى عزل الرئيس يون سوك يول بعد إعلانه الأحكام العرفية ثم تراجعه عنها بعد ساعات، ما أشعل أكبر أزمة سياسية في البلاد منذ عقود. الأزمة هزت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وتسببت في مواجهة غير مسبوقة بين الرئيس والبرلمان.الإعلان المفاجئ للأحكام العرفية، الذي صدر يوم الثلاثاء، قوبل برفض البرلمان لمحاولات الرئيس حظر النشاط السياسيّ وفرض رقابة على وسائل الإعلام. في تصعيد خطير، اقتحمت قوات مسلحة مبنى الجمعية الوطنية في سول.تحرك ائتلاف من نواب المعارضة سريعًا لتقديم مشروع قانون لعزل الرئيس، مع التأكيد على ضرورة التصويت عليه خلال 72 ساعة. وقال النائب هوانغ أون ها، أحد أعضاء الائتلاف: "على البرلمان أن يتحرك فورًا لتعليق أعمال الرئيس والمضيّ قدمًا في إقرار مشروع العزل في أسرع وقت".من جانب آخر، أفاد مسؤول رئاسيّ أنّ كبار معاوني الرئيس وكبير موظفي الرئاسة قدموا استقالاتهم بشكل جماعي.ماذا يحدث في كوريا الجنوبية؟في خطاب تلفزيوني، برر يون إعلانه للأحكام العرفية بضرورة حماية كوريا الجنوبية من تهديدات كوريا الشمالية المسلحة نوويًا، ومنع ما وصفه بالقوات المناهضة للدولة الموالية لبيونجيانج، وحماية النظام الدستوريّ الحر. لكنه لم يقدم أيّ تفاصيل حول تهديدات محددة.شهدت الساعات التالية حالة من الفوضى، حيث اقتحم الجنود البرلمان عبر النوافذ المحطمة، فيما حلقت مروحيات عسكرية في الأجواء. حاول الموظفون في البرلمان صد الجنود باستخدام طفايات الحريق، بينما اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في الخارج.أعلن الجيش عن حظر أنشطة البرلمان والأحزاب السياسية، ووضع وسائل الإعلام والنشر تحت سيطرة الأحكام العرفية.رفع الأحكام العرفيةلكن البرلمان، وبحضور 190 نائبًا من أصل 300، بما في ذلك 18 عضوًا من حزب يون نفسه، صوّت بالإجماع على رفع الأحكام العرفية خلال ساعات من إعلانها. وعقب ذلك، ألغى الرئيس القرار.خارج مبنى البرلمان، احتفل المتظاهرون بالقرار، وهتفوا "لقد فزنا!"، مصحوبين بالتصفيق وقرع الطبول. ذكرت وكالة يونهاب للأنباء اليوم الخميس أنّ ممثلي الادعاء في كوريا الجنوبية فتحوا تحقيقًا مع الرئيس يون سوك يول ووزير الداخلية ووزير الدفاع السابق بشأن أدوارهم في محاولة فرض الأحكام العرفية.وتسببت الأزمة في دولة تتبع نهجًا ديمقراطيًا منذ ثمانينيات القرن العشرين، وهي حليفة للولايات المتحدة واقتصاد آسيويّ رئيسي، في إثارة قلق دولي.وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إنه يرحب بقرار يون إلغاء إعلان الأحكام العرفية. وأضاف في بيان "نستمر في توقع حل الخلافات السياسية سلميا ووفق سيادة القانون".وتستضيف كوريا الجنوبية نحوي 28,500 جنديّ أميركيّ منذ الحرب الكورية بين 1950 و1953.وأفادت وكالة يونهاب للأنباء بتأجيل محادثات دفاعية مقررة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتدريبات عسكرية مشتركة بين الجانبين .وقال متحدث باسم رئيس وزراء السويد أيضًا إنه أرجأ زيارة لكوريا الجنوبية.(وكالات)