في السنوات الأخيرة، سعت الكثير من الدول لتكوين تحالفات اقتصادية فيما بينها مثل مجموعة بريكس؛ لمواجهة الأزمات العالمية، لكن تبقى المجموعة أقوى هذه التحالفات، وصاحبة التأثير الأكبر على القرارات الاقتصادية والسياسية في العالم. فما هي مجموعة السبع؟ ومتى تكونت؟ ومن هم أبرز الأعضاء؟ تابعوا القراءة لمعرفة كل هذا وأكثر.ما هي مجموعة السبع؟مجموعة السبع هي منظمة حكومية دولية تتكون من أكبر الاقتصادات المتقدمة في العالم وهي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا، واليابان.ولا يعد هذا التكتل كيانا رسميا، وبالتالي، ليس لها سلطة تشريعية أو رسمية لإنفاذ السياسات والخطط الموصى بها التي تقوم بتجميعها.ويجتمع قادة حكومات هذه البلدان بصورة دورية لمعالجة المسائل الاقتصادية والنقدية حول العالك، على أن يتولى كل عضو الرئاسة بالتناوب.وكانت المجموعة لفترة من الوقت، تُعرف باسم مجموعة الثمانية (G8) ،حتى 2014 عندما تمت إزالة روسيا العضو السابق بعد ضم منطقة القرم بشكل غير قانوني من أوكرانيا.ويُعتبر الاتحاد الأوروبي أحيانًا عضوًا ثامنًا بحكم الواقع في المجموعة، نظرا لأنه يحمل جميع حقوق ومسؤوليات الأعضاء الكاملين باستثناء رئاسة الاجتماعات أو استضافتها.تاريخ التكتلتأسست مجموعة الدول الصناعية السبع في السبعينيات كمنتدى لأهم الاقتصادات الصناعية في العالم. وترجع أصولها إلى سبعينيات القرن الماضي، حينما اجتمع قادة ربيطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان وألمانيا الغربية في باريس بشكل غير رسمي لبحث أزمة الركود والنفط .وفي عام 1975 ألهم هذا الاجتماع الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان للجتماع بقادة تلك البلدان مع إيطاليا في رامبوييه لإجراء مزيد من البحوث حول ملف النفط، ولكن هذه المرة جمعت قادة تلك البلدان ووزراء المالية. في العام التالي، دعيت كندا للانضمام إلى المجموعة.روسيا ومجموعة السبعاستجابت مجموعة الدول الصناعية السبع مع تطور الاقتصاد العالمي، بما في ذلك عندما تعهد الاتحاد السوفيتي بإنشاء اقتصاد بأسواق أكثر حرية وأجرى أول انتخابات رئاسية مباشرة في عام 1991.وانضمت روسيا رسميا إلى المجموعة G7 في عام 1998، ما جعل اسمها "مجموعة الدول الصناعية الثمانية" ورأى الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، أن قبول روسيا في النادي الحصري من شأنه أن يمنح البلاد مكانة دولية ويشجع أول زعيم لها بعد الاتحاد السوفيتي، بوريس يلتسين، على الاقتراب أكثر من الغرب.رأي كلينتون أثار بعض المعارضة، حيث كانت وزارات المالية على وجه الخصوص حذرة من تنسيق السياسة الاقتصادية مع روسيا، التي لديها اقتصاد صغير نسبيا ودين عام كبير. لكن تراجع روسيا تجاه الاستبداد في عهد الرئيس فلاديمير بوتين أثار رد فعل أقوى.عقوبات على روسياوأدى ضم موسكو لمنطقة القرم في أوكرانيا في مارس 2014 إلى تعليقها لأجل غير مسمى من قبل المجموعة. كما نمت الخلافات بين روسيا و"السبع" حول دور روسيا في سوريا، خاصة في أعقاب الهجمات الكيماوية، وبسبب التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية والأوروبية.ومع تصاعد التدخل الروسي في أوكرانيا، شددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية في محاولة لزيادة عزل موسكو. لكن الصراع في أوكرانيا وصل إلى أقصاه حيث شنت روسيا غزوًا واسع النطاق في أوائل عام 2022. وردًا على ذلك، فرضت دول الكتلة عقوبات غير مسبوقة على روسيا.وتشمل العقوبات التخلص التدريجي من واردات النفط والغاز الروسي، وهو مصدر رئيس للإيرادات لموسكو، واستهداف وسائل الإعلام الحكومية للحد من انتشار الدعاية الروسية.وتستهدف إجراءات أخرى القطاع الصناعي الروسي للحد من قدراته العسكرية، فيما تعهد أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع بشكل جماعي بتقديم عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات مالية لأوكرانيا، وقدم جميع الأعضاء تقريبًا، بما في ذلك الولايات المتحدة، أسلحة.أهداف المجموعةالغرض الرئيس للدول الصناعية السبع هو مناقشة المسائل الاقتصادية، والعمل بشكل متضافر في بعض الأحيان للمساعدة في حل المشاكل العالمية، مع التركيز بوجه خاص عليها.ومنذ إنشائها في أوائل السبعينيات، ناقشت قمة مجموعة الدول السبع الأزمات المالية والأنظمة النقدية والأزمات العالمية الكبرى، مثل نقص النفط والتغير المناخي والأوبئة العالمية مثل فيروس كورونا.كما أطلقت المجموعة مبادرات لتمويل القضايا والتخفيف من حدة الأزمات حيث ترى فرصة للعمل المشترك. وتشمل تلك المساعي جهود عدة تهدف إلى تخفيف عبء الديون على الدول النامية.مبادراتفي عام 1996، أطلقت مجموعة الدول السبع، بالتعاون مع البنك الدولي، مبادرة للبلدان الفقيرة المثقلة بالديون 42، إلى جانب مبادرة متعددة الأطراف لتخفيف عبء الديون (MDRI)، وهو تعهد 2005 بإلغاء ديون المؤسسة الإنمائية الدولية للبلدان التي مرت ببرنامج MDRI.وفي عام 1997 خصصت المجموعة 300 مليون دولار للمساعدة في بناء احتواء انهيار المفاعل النووي في تشيرنوبيل.في عام 1999، قررت المجموعة أيضا المشاركة بشكل مباشر في "إدارة النظام النقدي الدولي" من خلال إنشاء منتدى الاستقرار المالي (FSB). يتكون FSB من السلطات المالية الوطنية الرئيسية، مثل وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية والهيئات المالية الدولية.وفي حين أن المجموعة الحالية لها نفوذ كبير، إلا أنها ليست كيانا رسميا مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة (UN) وبالتالي ليس لها سلطة تشريعية أو رسمية.ويعد الهدف لمجموعة الدول هو إيجاد حلول تفك أزمات القضايا العالمية والقضايا الملحة وزيادة التعاون الدولي، وتجميع السياسات والخطط الموصى بها التي يمكن لأعضائها العمل بشكل تعاوني لتنفيذها. ومع ذلك، فإن أيًا من الاتفاقات التي تم التوصل إليها غير ملزم قانونًا.من يرأس التكتل؟يتناوب المضيف لمجموعة السبع، المعروف أيضًا باسم الرئيس، سنويًا بين الدول الأعضاء بالترتيب التالي: فرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا.وفي نهاية كل اجتماع وزاري ومؤتمر قمة القادة، تنشر البلدان المضيفة وثيقة نتائج. يمكن تقديم هذه الوثيقة في شكل بيان أو إعلان أو بيان من الرئيس، وتشرح ما تمت مناقشته في الاجتماعات والاتفاقات التي توصل إليها أعضاء مجموعة السبع.السبع ومجموعة العشرينعندما بدأت الدول النامية تمثل جزءًا أكبر من الاقتصاد العالمي، أصبح عدم وجود منتدى حول المسائل المالية الدولية التي تشمل تلك الاقتصادات الناشئة أكثر وضوحًا.واستجابة لذلك، أنشئت مجموعة العشرين 20 G في عام 1999، التي تضم جميع أعضاء مجموعة السبع، بالإضافة إلى 12 بلدًا إضافيًا بما فيهم الأرجنتين، وأستراليا، وإندونيسيا، والبرازيل، وروسيا، والصين، والمكسيك، والسعودية، والهند، وتنضم جنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والاتحاد الأوروبي، إلى دول المجموعة بصفة رسمية لتعزيز الاستقرار المالي العالمي.ومنذ عام 2011، اجتمعت مجموعة العشرين سنويًا.ومع ارتفاع الاقتصادات والنشاط التجاري لأسواق مثل الصين، والبرازيل، والهند، والمكسيك، وجنوب إفريقيا - وجميعها أعضاء في مجموعة العشرين - يرى العديد من المراقبين الآن أن مجموعة العشرين تغتصب الكثير من الدور والسمو الذي كانت تشغله مجموعة الدول السبع.قمم مجموعة السبعتجتمع المجموعة سنويًا في قمة تعقد في بلد عضو بالتناوب. على سبيل المثال، عقدت قمة مجموعة السبع السنوية الرابعة والأربعين في يونيو 2018 في كيبيك بكندا، فيما استضافت فرنسا قمة مجموعة السبع السنوية الخامسة والأربعين في عام 2019، في حين ألغيت قمة مجموعة السبع السادسة والأربعين في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19.ويجتمع قادة كل دولة من دول مجموعة السبع في قمة كل عام لمناقشة وحل المشاكل الاقتصادية العالمية، بما في ذلك الأزمات المالية التي تلوح في الأفق، ونقص السلع، والنمو الاقتصادي العالمي.وفي 2021، اجتمعت مجموعة السبع في كورنوال بإنجلترا من يونيو 11 إلى 13 يونيو، ووفقًا للبيانات الصادرة عن المجموعة، ركزت العديد من المناقشات في قمة 2021 على قضيتين رئيسيتين: جائحة فيروس كورونا المستمرة وأزمة المناخ، والتزمت مجموعة السبع بتوزيع مليار جرعة لقاح كورونا.واستجابة لأزمة المناخ، التزمت المجموعة بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، والحد من زيادة درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة، وزيادة وتحسين تمويل المناخ، والحفاظ على 30٪ على الأقل من أراضينا والمحيطات بحلول عام 2030.قمة مجموعة السبع 2022أما قمة مجموعة السبع 2022، فاستضافتها شلون إلماو في بافاريا بألمانيا، وكانت فرصة لإرسال إشارة قوية للوحدة في هذه الأوقات المضطربة التي تعم العالم من أزمات سياسية واقتصادية ومناخية.وخلال الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام، ناقش قادة مجموعة السبع مجموعة واسعة من الموضوعات بما في ذلك: أوكرانيا والتعاون في السياسة الخارجية، ومعالجة مسألة الطاقة والأمن الغذائي، والاستثمار في المناخ والصحة، وتشكيل الاقتصاد العالمي، والنهوض بالمساواة بين الجنسين، كما دعت الرئاسة الألمانية قادة الأرجنتين، والهند، وإندونيسيا، والسنغال، وجنوب إفريقيا للمشاركة في جلسات عمل عدة خلال القمة.ما هو سند G7؟سند G7 هو سند حكومي صادر عن دولة عضو في مجموعة السبع G7.تعتبر سندات مجموعة السبع من بين أكثر الاستثمارات أمانًا في العالم، إذ أن دول مجموعة السبع جميعها اقتصادات متقدمة النمو ذات ديون سيادية عالية التصنيف.ويعد سند مجموعة السبع دين سيادي صادر عن مجموعة الدول السبع، بما في ذلك الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، وكندا، واليابان، وألمانيا.وتعتبر السندات التي تصدرها هذه الحكومات، بوصفها اقتصادات كبيرة ومتقدمة النمو، استثمارات منخفضة المخاطر جدًا وملاذًا آمنًا.كيف تعمل سندات مجموعة السبع؟يتم إصدار سندات G7 من قبل حكومات الدول التي تتألف منها مجموعة السبع، ويمكن شراء هذه السندات بشكل فردي أو تجميعها معًا في شكل صندوق سندات.وفي بعض الحالات، تكون سندات G7 متاحة لمستثمري التجزئة في شكل صناديق مشتركة. ونظرًا لأن الدول الأعضاء في مجموعة السبع هي دول صناعية متقدمة تمثل مجتمعة جزءًا كبيرًا من الاقتصاد العالمي، يُنظر إلى السندات الصادرة عن دول مجموعة السبع على أنها استثمارات مستقرة ومنخفضة المخاطر.وفي أعقاب الأزمات الاقتصادية في أواخر العقد الأول من القرن 21، ارتفعت شعبية سندات مجموعة السبع بين المستثمرين بسبب استقرارهم الاقتصادي العام.سندات مدعومةوالسندات الصادرة عن مجموعة السبع هي سندات مدعومة من حكومات الدول الأعضاء. فعلى سبيل المثال، السندات الصادرة عن الولايات المتحدة مدعومة من وزارة الخزانة الأمريكية.ويسعى المستثمرون كثيرًا إلى إضافة سندات G7 إلى محافظهم الاستثمارية، باعتبارها استثمارات مستقرة، وتوفر درجة معينة من الأمان والسيولة العالية والنمو البطيء، ولكن المطرد بمرور الوقت.انتقادات مجموعة السبعأصبحت الاحتجاجات المناهضة للرأسمالية والعولمة، والتي تحول بعضها إلى أعمال عنف، عنصرًا بارزًا في قمة مجموعة مجموعة السبع. غالبًا ما يصف النقاد المجموعة بأنها نادٍ من نوادي الدول الغنية التي تتجاهل الدول الفقيرة لصالح السعي وراء مصالحها الخاصة.وتركزت الكثير من الشكاوى في الماضي حول استبعاد الممثلين من الدول الناشئة والنامية، بينما يشير النقاد إلى أن هذه الاقتصادات تلعب دورًا متزايد الأهمية في السوق العالمية، ومع ذلك يستمر تجنبها.(المشهد)