في الآونة الأخيرة، تداولت الأحاديث والأخبار في الدول الساحلية لشمال إفريقيا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مثل مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب، احتمالية حدوث موجات تسونامي في المنطقة. هذه التوقعات لم تأت من مصدر واحد، بل أكدتها مصادر عديدة، مما زاد من قلق المواطنين.لاحظنا انتشار لافتات على شواطئ المغرب تشير إلى "مسارات الإخلاء" في حال وقوع تسونامي، مما أثار حالة من الهلع بين السكان. وتم تداول صور هذه اللافتات على منصات التواصل الاجتماعي بسرعة، ما أثار تساؤلات حول سبب وضعها.هل يمكن حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط؟وأشارت بعض التقارير إلى أن شواطئ في المغرب ومدينة الإسكندرية في مصر مهددة بحدوث تسونامي، ما قد يفسر سبب وضع هذه اللافتات. ومع ذلك، نفى مجلس الوزراء المصري صحة هذه الأخبار، مؤكدًا أن انخفاض منسوب المياه في بعض الشواطئ ظاهرة طبيعية ناتجة عن التغيرات المناخية وحركة المد والجزر، وليس له علاقة بأي موجات تسونامي أو زلازل كبيرة في البحر المتوسط.المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر أكد أن النشاط الزلزالي في البحرين الأحمر والمتوسط ضعيف مقارنة بمناطق أخرى في العالم، وأن انخفاض منسوب المياه ظاهرة طبيعية ستعود إلى مستواها المعتاد قريبًا. وحذر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري المواطنين من الانجرار وراء الشائعات والأخبار الزائفة التي تهدف إلى إثارة الذعر.هل يمكن حدوث تسونامي في المغرب؟في المغرب، أبرز مسؤولون أنه على الرغم من عدم تسجيل أي حوادث تسونامي سابقة، إلا أن هناك خطط لتعزيز الاستعداد لمواجهة هذا النوع من المخاطر الطبيعية. وتأتي هذه الخطط في إطار مشروع علمي بالتعاون بين المركز الوطني للبحث العلمي والتقني وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، بدعم من منظمة اليونسكو.وقد تم اتخاذ إجراءات استباقية في مدينة الجديدة كنموذج لهذا المشروع، حيث تم تجهيز الميناء بأجهزة لقياس مستوى البحر ووضع خطط لإنشاء محطة زلزالية وصفارات إنذار. كما تم وضع لوحات وخرائط رقمية لتوجيه السكان إلى المناطق الآمنة في حال وقوع تسونامي.ويهدف المشروع إلى وضع خطط طوارئ على المستوى المحلي، مع التركيز على رفع الوعي لدى السكان وتعزيز قدرات المدن الساحلية على مواجهة هذه المخاطر. وتعتبر مدينة الجديدة نموذجًا لتطبيق هذه الممارسات على نطاق أوسع داخل المغرب وعلى الصعيد الدولي.(المشهد)