باتت هدنة محتملة بين إسرائيل و"حماس" في غزة أقرب من أي وقت مضى مع اقتراب الحرب المستعرة من إتمام شهرها الرابع، خصوصا مع انفتاح الجانبين على الانخراط في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأفاد البيت الأبيض في وقت متأخر من الثلاثاء بأن محادثات "جدية" تجري حول "هدنة" جديدة محتملة في غزة تسمح بإطلاق سراح أسرى محتجزين في القطاع. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك يزور المنطقة لإجراء محادثات بهذا الصدد. وقال جون كيربي ماكغورك "موجود في القاهرة"، وسيُجري زيارات أخرى في المنطقة، مضيفاً أنّ "إحدى المسائل التي يناقشها هي إمكانية التوصّل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى، ما يتطلّب هدنة إنسانية لمدّة معيّنة". وتابع "سنؤيّد بشدّة هدنة أطول من فترة الأسبوع الذي حصلنا عليه في السابق، إذا كان ذلك يمنحنا الفرصة لإخراج الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات" الإنسانية إلى قطاع غزة. دون أن يقدّم المزيد من التفاصيل. "حماس" منفتحة على المحادثات إلى ذلك، أبدت "حماس" انفتاحا على إجراء محادثات بشأن إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين في حرب غزة، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين مصريين، مشيرا إلى أن الحركة الفلسطينية أبلغت وسطاء بأنها مستعدة للتحدث عن إطلاق سراح نساء مدنيات وأطفال مقابل وقف "معتبر" لإطلاق النار. وكانت "حماس" قد أفرجت عن 105 أسرى خلال هدنة استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر من العام الماضي. وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 240 من الأسرى الفلسطينيين من سجونها. وربطت "حماس" سابقا أي إفراج إضافي عن الأسرى بإنهاء الحرب. ووفقا لمصادر حكومية إسرائيلية، لا تزال "حماس" تحتجز حوالي 130 شخصا اختطفتهم من إسرائيل إلى غزة في 7 أكتوبر.ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن هؤلاء يشملون مجندات إسرائيليات. وتفترض الحكومة الإسرائيلية أن 105 أسرى ما زالوا على قيد الحياة وأن العديد منهم يتم احتجازهم في شبكة الأنفاق التابعة لـ"حماس". وفي وقت سابق، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي بأن إسرائيل اقترحت هدنة لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى. وقدمت العرض، على ما يبدو، إلى وسطاء من مصر وقطر يسعون حاليا لتقديم وساطة بين المطالب المتباينة. وفي حين أن التطور الأخير إيجابي، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك اتفاقا وشيكا، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين مصريين أشاروا إلى احتمالية فشل المحادثات. هدنة لمدة شهر في ذات السياق، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر قولهم إن إسرائيل وحركة "حماس" وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للأسرى الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرا. وذكرت المصادر أن الخطة الإطارية تأخر طرحها بسبب وجود خلافات بين الجانبين بشأن كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة. وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من الأسرى الإسرائيليين بدءا من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف الأعمال القتالية والإفراج عن سجناء فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة. يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض بشكل مطلق مناقشة أي دور لحركة "حماس" في غزة بعد انتهاء الحرب، حيث يقول المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن إسرائيل لن توافق على اتفاق مع حركة "حماس" بشأن وقف إطلاق النار يسمح باستمرار احتجاز الأسرى في غزة أو بقاء "حماس" في السلطة بالقطاع. وردا على سؤال بشأن تقارير عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قال ليفي هذا الأسبوع إن أهداف الحرب لم تتغير، وهي "تدمير قدرات (حماس) الإدارية والعسكرية في قطاع غزة وإعادة جميع الأسرى. لن نتوصل إلى اتفاق لإطلاق النار يبقي الأسرى في غزة و(حماس( في السلطة".(المشهد - وكالات)