تسبب انفجار أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي المميت في جميع أنحاء لبنان هذا الأسبوع، بضربة أخرى لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن للحد من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وحتى على الرغم من تواجد كبار الدبلوماسيين في المنطقة وهم يدعون للهدوء، حسب صحيفة "واشنطن بوست".
وفي سياق متصل، وصف المسؤولون الأميركيون أن التصدي لحرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" سيكون بمثابة إنجاز أساسي، وسط الإخفاقات في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، على الرغم من تزايد العدد الهائل للضحايا المدنيين واستمرار القيود على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة الذي دمرته الحرب.
ولكن مع تحرك القوات الإسرائيلية شمالًا وتحليق الطائرات الحربية فوق بيروت، وصف "حزب الله" التخريب الإسرائيلي الواضح للأجهزة الإلكترونية بأنه "عمل حرب".
وحسب محللين، باتت قبضة واشنطن على الأزمة أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
وأدى تفجير أجهزة الاتصالات يومي الثلاثاء والأربعاء إلى مقتل 37 شخصًا على الأقل في لبنان، من بينهم عناصر من "حزب الله" وأطفال وعاملون في مجال الرعاية الصحية، وتزامن ذلك مع رحلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إلى مصر، حيث حث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات يمكن أن تزيد من تصعيد الصراع الذي تحاول أميركا حله.
"وقاحة متزايدة"
وحسب مراقبين، قوبلت جهود واشنطن للحث على خفض التصعيد بـ"وقاحة متزايدة" من قبل حليفتها إسرائيل، الأمر الذي بات بشكل واضح يهدد الجهود الأميركية المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة، وتأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين منذ نحو عام في غزة.
وقال خبير الشرق الأوسط هارون ديفيد ميلر الذي قدم المشورة لكل من الجمهوريين والديمقراطيين: "ينبغي أن يسافر وزراء الخارجية الأميركيين إلى المنطقة في كل أزمة، لكن الخطر الذي تواجهه أميركا أنه في النهاية يتم اعتبار جهودها أمرًا مفروغًا منه، وينظر الإسرائيليون والفلسطينيون والدول العربية إلى المسؤولين الأميركيين كجزء لا يتجزأ في أزماتهم لأنهم اعتادوا عليهم".
وفي الواقع، لا يسيطر الدبلوماسيون الأميركيون كثيرًا على إيران و"حزب الله"، لكنهم يتمتعون بنفوذ كبير على إسرائيل، التي تعتبر أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأميركية.
لكن المسؤولين يجادلون بأن دعم واشنطن الثابت لإسرائيل هو الذي منع إيران والقوات التي تعمل بالوكالة لها من شن هجوم واسع النطاق على الدولة اليهودية وسط الحملة العسكرية المثيرة للجدل لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر يوم أمس الخميس "حتى الآن، نجحنا في منع الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" من التحول إلى حرب إقليمية شاملة، وهذا ما سنواصل السعي إليه".
(ترجمات)