لا حديث يدور في الشارع الإسرائيلي واللبناني بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط، سوى السؤال عن احتمالية اندلاع حرب واسعة بين "حزب الله" وإسرائيل هذا الصيف. وقالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إنه في حالة متابعة الجدل الإعلامي الذي لا يهدأ وكذلك تحذيرات السفر المتزايدة فضلاً عن التخزين الكبير للمولدات الكهربائية والسلع الجافة، فإن الإجابة الصريحة لهذا السؤال ستكون نعم.هل تندلع حرب شالمة قريبًا؟ولكن في حين أن هناك بعض الاحتمالات القائمة دائمًا لسوء التقدير والمزيد من التصعيد في الاشتباكات عبر الحدود، فإن هذا لا يعني أن الصراع الشامل أمر لا مفر منه أو أنه سيحدث قريبا. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال إنّ إسرائيل ستنتقل قريبًا إلى مرحلة "منخفضة الشدة" في حملتها ضد "حماس" في غزة. وأشار نتانياهو إلى أنه سيتم سحب القوات الإسرائيلية من معظم القطاع وإعادة انتشارها على الحدود الشمالية مع لبنان.وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ 9 أشهر، على خلفية اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.ورغم أنّ حرب الاستنزاف لا تزال تحت السيطرة، إلّا أنّها تسببت في دمار كبير ة وهجرة نحو 200 ألف شخص من سكان شمال إسرائيل وجنوب لبنان.وتعهد نتانياهو بإعادة سكان منطقة الجليل في إسرائيل إلى منازلهم – إما عبر حل دبلوماسي مع لبنان أو عبر "وسائل أخرى"، في المقابل تعهد "حزب الله" بمواصلة إطلاق النار طالما استمر القتال في غزة.وفي هذه الأثناء، يُجري الجيش الإسرائيلي تدريبات مستمرة على غزو بري لجنوب لبنان؛ وتتعثر المحادثات من أجل وقف إطلاق النار في غزة دون التوصل إلى نتيجة حاسمة.ورغم هذه التطورات ترى الصحيفة أنّ هناك عدة أسباب تجعل من غير المرجح أن يتحول الصراع المحتدم إلى حرب حتى الآن:من المقرر أن يسافر نتانياهو إلى واشنطن لإلقاء خطاب مشترك أمام الكونغرس الأميركي في 24 يوليو. وكما هو واضح، ستكون هذه دعوته الرابعة وهو رقم قياسي، ولا يوجد سبب وجيه يدفعه إلى إحباط خطابه من خلال توسيع الصراع.الأمر الأكثر أهمية هو أن إسرائيل لا تزال بحاجة إلى بضعة أسابيع أخرى لإنهاء هجومها البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وأجزاء أخرى من القطاع. في الوقت الحاضر، لا يزال لدى إسرائيل عناصر كبيرة من 3 فرق، بما في ذلك عدة وحدات مشاة قتالية مهمة، مكرسة لهذه المهمة - وهي القوات التي من المرجح أن تكون هناك حاجة إليها في أي حملة ضد "حزب الله".منطقة الخطرويعتقد المحللون الإسرائيليون أنّ شهري أغسطس وسبتمبر هما "منطقة الخطر" لاندلاع حرب واسعة النطاق.ويحذّر المسؤولون العسكريون من أن أيّ تصعيد خطير مع "حزب الله" سيكون مختلفاً تماماً: آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار تنهمر على المدن الإسرائيلية.ومخاوف من انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.وقضاء أسابيع في الملاجئ. والدمار في لبنان أيضاً سيكون أعظم حجماً. وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين إنّ نتانياهو كان يعرف كل هذا، ولذلك فمن المرجح أنه "يحاول اللعب على الوقت" فهناك حالة عدم يقين.(ترجمات)