فعّلت إدارة ميناء طنجة المتوسط المغربية نظام اليقظة الصحية والبيئية بعد شبهة وجود حشرات "البق" على متن باخرة للمسافرين وصلت إلى هذه المحطة البحرية قادمة من ميناء مرسيليا الفرنسي.وذكر بيان لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنه على إثر إنذار صادر عن ربان سفينة قادمة من ميناء مرسيليا بفرنسا يوم 2 أكتوبر الجاري، بعد الاشتباه في وجود بق الفراش في مقصورة الطاقم.وأشار البيان إلى أن مصالح المراقبة الصحية الحدودية بميناء طنجة المتوسط، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتفعيل الإجراءات التي يتم بها العمل في مثل هذه الحالات بحيث دأبت على إجراء تفتيش دقيق لجميع مكونات السفينة وحمولتها والأماكن العامة على متنها، وقد بينت نتيجة التفتيش عدم وجود أي حشرة على متن السفينة بنما في ذلك بق الفراش.وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن هذه التدابير تأتي في إطار حرصها على سلامة المواطنين والمحافظة على الصحة العامة، والحيلولة دون تسلل هذه الحشرة إلى التراب الوطني، كما توصي المواطنات والمواطنين بإبلاغ السلطات الصحية والعمومية في حال رصدها.وأفادت مصادر لموقع "هسبريس" المحلي، أنّ عملية المراقبة الصحية الاستباقيّة التي تباشرها سلطات الميناء، أظهرت رصد حشرة "البقّ" على متن هذه الباخرة، وهو الأمر الذي استدعى تفعيل بروتوكول صحيّ صارم، يقتضي القيام بعملية تعقيم وتنظيف شامل ودقيق لجميع مكونات هذه الباخرة وحمولتها، قبل الشروع في عملية استقبال العربات والمسافرين القادمين على متنها.وأضافت المصادر أنّ هذا الإجراء يأتي في سياق المواكبة الدقيقة التي تفرضها المصالح المينائية من أجل تفادي استقدام هذه الحشرة الضارة وسريعة الانتشار، التي تعيش في فرنسا حاليا، على وقع تفشٍّ كبير لها في مجموعة من المدن الكبرى، خصوصا في المواصلات والأماكن العمومية.مكافحة "بقّ الفراش"وتجتمع الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع لوضع "خطة عمل" لمكافحة "بقّ الفراش"، معربة عن قلقها لعودة هذا النوع من الطفيليات بكثافة، حيث رصدت حشرات "البقّ" في دور السينما والقطارات فائقة السرعة، ومترو باريس وفي منطقة الانتظار بمطار رواسي.نشير إلى أنّ بقّ الفراش حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بنيّ مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 ملمتر، تمتصّ دم الإنسان، وتسبّب له حكّة شديدة يمكن أن تتفاقم إلى تهيّج جلديّ لدى بعض الأشخاص. كما تتغذى هذه الحشرة ذات القدرة العالية على التكاثر والانتشار على الدم فقط، ويجب أن تتناول "وجبات دم منتظمة" للبقاء على قيد الحياة ومن أجل مواصلة نموها.وكانت هذه الحشرات اختفت من الحياة اليومية في خمسينيات القرن الـ20، قبل أن تعاود الظهور خلال الأعوام الـ30 الأخيرة في عدد من الدول المتقدمة، بسبب وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقّل والنمط الاستهلاكيّ القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة إلى تسجيل مقاومة للمبيدات الحشريّة لديها.(وكالات)