شهدت مدينة الدار البيضاء المغربية ظاهرة غريبة أثارت القلق والجدل بين المواطنين والسلطات، حيث غطت كميات كبيرة من الرغوة البيضاء بعض شوارع حي البرنوصي، ما دفع الكثير إلى التساؤل عن مصدرها ومدى خطورتها على الصحة العامة والبيئة. وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق انتشار الرغوة بكثافة، بينما أكدت السلطات المحلية أنها تجهل طبيعة المادة الغامضة، وفتحت تحقيقا موسعا لمعرفة أسباب هذه الظاهرة غير المسبوقة في المدينة. سبب الرغوة في الدار البيضاء وفق التحقيقات الأولية التي أجرتها لجنة تضم ممثلين عن عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وسيدي مومن، إلى جانب الشركة الجهوية متعددة الخدمات ومختبر علمي متخصص، فإن الفرضيات تشير إلى أن مصدر هذه الرغوة قد يكون ناتجاً عن مخلفات صناعية تم التخلص منها بطريقة غير قانونية عبر شبكة الصرف الصحي. وفي تصريح له، قال رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي سعيد صابري، إن التحقيق يسعى إلى تحديد ما إذا كانت وحدات صناعية أو أفراد مسؤولين عن تصريف مواد غير مطابقة للمعايير البيئية، ما أدى إلى هذا التفاعل الكيميائي. المخاطر المحتملة وردود الفعل الرسمية حذّر نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة مولاي أحمد أفيلال، من العواقب البيئية الخطيرة لهذه الظاهرة، خصوصاً أن هذه المواد قد تجد طريقها إلى الساحل، ما قد يهدّد الحياة البحرية والصحة العامة. كما أشارت مصادر من الشركة الجهوية متعددة الخدمات إلى أن بعض الوحدات الصناعية العشوائية قد تكون استغلت شبكة التطهير السائل للتخلص من مخلفات غير معالجة، ما أدى إلى التفاعلات التي نتجت عنها هذه الرغوة الكثيفة. وفي انتظار نتائج التحقيقات النهائية، تبقى هذه الحادثة بمثابة تحذير حول أهمية تشديد الرقابة على الأنشطة الصناعية وضرورة اتخاذ تدابير أكثر صرامة لحماية البيئة والصحة العامة.(المشهد)