تسعى تحركات دبلوماسية دولية وعربية لدعم سوريا التي تعاني أزمة اقتصادية حادة، حيث بدأ رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع زيارته الرسمية الأولى إلى السعودية. في الرياض، ناقش الشرع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، ودعم استقرار سوريا. الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات بين دمشق والرياض في مرحلة ما بعد الأسد، مع تركيز على رفع العقوبات الغربية ودعم إعادة الإعمار. وتُعتبر هذه الزيارة خطوة نحو تقديم سوريا الجديدة إلى الساحة الدولية وتعزيز مكانتها بين القوى العربية.زيارة ذات معانٍ عميقةوفي هذا الشأن، قال السياسي السوري والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري والقيادي في حزب الشعب الديمقراطي السوري جورج صبرا، للإعلامية آسيا هشام في برنامج "المشهد الليلة" الذي يُعرض على قناة "المشهد": "لهذه الزيارة معانٍ عميقة بالنسبة للجانب السوري وللجانب السعودي أيضًا، ومن المعروف أنّ السعودية تشكل البوابة الأساسية للدخول إلى الفضاء العربي، وسوريا تريد أن تستعيد موقعها الآن بين الدول العربية، خصوصًا وأنّ الجميع يعرف أنّ سوريا كانت من الدول الست التي أسست جامعة الدول العربية".وتابع قائلًا: "هذه الزيارة من قبل الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة مباركة وميمونة وتؤدي الغرض في هذا الاتجاه، وأعتقد أنّ المملكة تنظر لأهمية ما جرى في سوريا وما فعله السوريون من خلال نجاحهم بإسقاط بشار الأسد ونظامه المتسلط، كما قاموا في الوقت نفسه بضرب المشروع الإيراني في المنطقة وإنهائه".وأردف بالقول: "المشروع الإيراني كان بين استهدافاته المملكة العربية السعودية ودورها في المنطقة، وما يجري في اليمن ومن حول المملكة منذ سنوات أكبر دليل على ذلك، بالتالي هذه الزيارة هي خطوة مباركة ومطلوبة من الطرفين، ونحن في سوريا نعوّل عليها لأنها ستساعد دون أدنى شك على الاستقرار في بلدنا، حيث إنّ المملكة كما هي عادتها وكما هو مأمول منها ستُساهم في إعادة بناء سوريا، خصوصًا أنّ الجميع يعلم حجم الخراب والدمار الذي أورثه النظام، لذلك هذه الزيارة ستحقق أهداف الدولتين والشعبين".الوضع الأمنيوعلى صعيد الملف الأمني السوري ودور السعودية في بسط الأمن في سوريا، قال صبرا: "لا شك أنّ الملف الأمني ليس مهمًا لدول الجوار فقط، بل هو مهمٌ جدًا بالنسبة للسوريين، خصوصًا أنّ الجميع يعلم أنّ هؤلاء خرجوا من حرب عمرها 14 عامًا، استخدم فيها النظام السوري السابق كل أنواع الأسلحة والتعذيب، بالتالي ورثت السلطة الجديدة في سوريا اليوم مهمات صعبة جدًا، ليس فقط بإعادة بناء الدولة ومؤسساتها إنما أيضًا في المجال الاجتماعي، لأنّ خراب النظام طال كل شيء في مؤسسات الدولة السورية وفي الفضاء الاجتماعي السوري".وأضاف: "القضية الأمنية تأتي في رأس الأهمية بالنسبة لسوريا اليوم، والعلاقات بين سوريا والسعودية عميقة جدًا وتعود لبداية عمر الدولتين، لذلك إنّ الحضور السعودي في الواقع السوري وفي السياسة السورية موجود منذ زمن بعيد، والجميع يعلم أننا في الثورة السورية ومنذ انطلاقتها، كانت المملكة هي الصوت الأول الداعم لنا والأمير سعود الفيصل رحمه الله كان من أهم الداعمين أيضًا".وأشار صبرا إلى أنّ السوريين يعتبرون السعودية هي "طوق من أطواق النجاة".وختم قائلًا: "المرحلة الانتقالية القادمة تتطلب من النظام السوري الجديد إعدادًا خاصًا وترتيب أمر المؤتمر الوطني الجامع المرتقب، كما ينبغي إعداد برنامج خاص يعيد الحقوق لأصحابها ويقوم بمحاسبة المرتكبين خلال الفترة الماضية، وهي فترة كانت طويلة والارتكابات خلالها كانت عديدة ومتنوعة، ومن هنا تأتي مساهمة السعودية الكبيرة والمهمة لتأخذ أهميتها من أجل ترتيب الوضع الإقليمي".وتابع "نعتقد أنّ إيران لن تسكت على هزيمتها في سوريا كما هو الحال مع فلول النظام، بالتالي مشاركة السعودية في مساعدة الإدارة السورية الجديدة في حفظ أمن البلاد وأمن السوريين وفي الوقت نفسه حفظ أمن المنطقة أساسي جدًا".(المشهد)