بعد 5 سنوات من القضاء على "داعش" عادت أجراس الكنائس لتدقّ احتفالًا بأعياد المسيحيّين وخرج البعض الآخر منهم لإعادة الاحتفال بطقوسهم الدينية في أجواء الطبيعة، بكل حرية ومن دون خوف، بحسب نائب مسؤول المنظمة الأشورية الديمقراطية في شمال شرق سوريا بشير سعدة.وقال سعدة إنّ "الشعب الأشوريّ السريانيّ يحتفل بهذا العيد من 6747 عامًا، حين بنى أجدادهم الحضارة في سومر وأكاد وأشور وبابل واستمروا بالاحتفال به". لكن في الفترة التي سيطر فيها "داعش" انخفض منسوب الاحتفال، وكان يجري بطريقة شبه سرّية. وقال سعدة: "لكن بعد الخلاص من التنظيم الإرهابيّ عادت الحياة من جديد، بداية من الاحتفال الذي يشترك فيه أطياف الشعب الأشوري السرياني كافة، وبمشاركة الجميع في الوطن من عرب وأكراد وأرمن، وهذا العيد هو عيد الأمل والتفاؤل في المستقبل، الذي يتحقق فيه الوجود والحرية لكل الشعوب". طقوس وعادات أشورية سريانية وتتميز هذه الاحتفالات بالبهجة والألوان وارتداء الأزياء الفلكلورية الخاصة بالشعب السريانيّ الأشوريّ الذي بقي محافظًا على الطقوس والعادات الدينية منذ آلاف الأعوام، وعلى الرغم من جميع المحاولات لإنهاء وجودهم.وتحدّثنا ماريا حنا بسعادة قائلة: "طبعًا نحن اليوم فرحون جدًا وسعداء كما ترون، والأجواء جميلة جدًا ومليئة بالفرح والسعادة ونحتفل بعيد الأكيتو، عيد الفرح والتجدد وانبعاث الحياة، لهذا نحن اليوم سعداء جدًا، لأننا عدنا لإعادة طقوس أباءنا وأجدادنا رغم كل الظروف والتهديدات من جميع القوى الظلامية، التهديدات التركية و"داعش" وغيرهم، نحن مستمرون وسنبقى نحافظ على تراث أجدادنا، لأنه واجب علينا، هم ورثونا ونحن كأحفاد يجب أن نستمر بهذا الشيء وأكيتو بريخو". ويبقى المسيحيون من الأقليات المهددة بشكل دائم من قبل الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش"، الذي عمل جاهدًا على تهجيرهم وإحراق كنائسهم وقراهم في الشمال السوري، وعلى الرغم من ذلك، يبقى هذا الشعب متمسكًا بأرضه ووجوده، رغم كل المحاولات لإبادته. (سوريا - المشهد)