قبل أشهر حذّرت صحيفة "إسرائيل هيوم" من مغبة انهيار اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب. ولفتت الصحيفة إلى أنّ مصر تتسلح عسكريًا بكمّ هائل من القدرات منذ فترة طويلة، كما لو كان هناك هجوم أجنبيّ قادم.لم تأتِ التخوفات الإسرائيلية من فراغ، إذ تسعى القاهرة منذ فترة، إلى زيادة ترسانتها من المقاتلات الحربية بغضّ النظر عن مصدرها، فبعدما وقّعت القاهرة اتفاقية مع الصين لشراء طائرات مقاتلة من طراز "جي 10 سي" بهدف استبدال أسطول طائراتها القديم من طراز "إف 16"، قالت مصادر إنّ وفدًا مصريًا رفيع المستوى، يزور منشآت شركات هندية لشراء 18 طائرة مقاتلة خفيفة من طراز "تيغاس".سلاح الجو المصريمفاوضات لشراء طائرات هندية وذكرت المصادر أنه بالإضافة إلى صفقة الطائرات يتفاوض الجانب المصريّ مع الجانب الهندي، بشأن تزويد مصر بطائرات هيلكوبتر خفيفة من طراز "دروف إم كي3" للنقل وخدمات الإخلاء الطبي.مصر حريصة على تعزيز قواتها الجوية خلال العقد الماضي، ففي عام 2018 طلبت مصر 24 مقاتلة من روسيا من طراز "سو 35"، إلا أنّ الصفقة توقفت بعد أن هددت واشنطن بفرض عقوبات، لتطلب مصر بعد ذلك من واشنطن الحصول على 20 طائرة من طراز "إف 35"، وهو ما رفضت واشنطن وانتهى الأمر بالتعاقد على الطائرات الرافال.القيود الأميركية المفروضة على بيع الأسلحة الحديثة لمصر، لها أسباب مختلفة ربما هي الأسباب نفسها التي تدفع القاهرة للتسلح في السنوات الأخيرة، منها السعي الأميركيّ لخلق تفوّق عسكريّ إسرائيليّ بين جيرانها.تنويع مصادر الأسلحةوفي التفاصيل، قال نائب مدير المخابرات المصرية الأسبق، اللواء أحمد إبراهيم، إنّ مصر طبقًا للتهديدات والمخاطر التي تُحيط بها من الاتجاهات المختلفة، وفي إطار سعيها لحماية حدودها وأمنها القومي، تحتاج إلى حجم كبير من القوات المسلحة في الاتجاهات كافة، سواء قوات بحرية أو جوية أو دفاع جوي.وأشار في مقابلة مع قناة "المشهد"، إلى أنّ مصر منذ ثورة 30 يونيو اتجهت إلى تنويع مصادر السلاح، لكي تستقل بالقرار المصري وتبتعد عن التبعية خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية، لافتًا إلى أنّ أميركا في هذا التوقيت فرضت قيودًا على تسليح مصر.وأوضح إبراهيم أنّ مصر في هذا التوقيت كان تعمل على صيانة طائراتها الأباتشي وشراء طائرات "إف 16 " ولكنّ الولايات المتحدة بدأت تماطل ورفضت تسليم مصر الطائرات وقطع غيار الأباتشي.وردًا على التقارير الإسرائيلية المتخوفة من التحركات المصرية، قال نائب مدير المخابرات المصرية الأسبق، إنّ التقارير الإسرائيلية هي نوع من الحرب النفسية التي تسعى من خلالها تل أبيب للضغط على الولايات المتحدة، للحصول على المزيد من الدعم لضمان استمرار تفوق إسرائيل على جميع الدول العربية.وأضاف إبراهيم أنّ مصر اتجهت لتنويع مصادر تسليحها ليس فقط من الدول الشرقية، ولكن من الغرب، من خلال شراء طائرات الرفال الفرنسية، كما تم شراء غواصات وفرقاطات من ألمانيا وإيطاليا وروسيا.دعاية إسرائيليةوأكد أنّ التهديدات الموجود من جميع الاتجاهات دفعت مصر لزيادة تسليحها لأنها تدافع عن أمنها القومي، لافتًا إلى أنّ الحديث عن قيام مصر بتحديث أسطولها العسكريّ تمهيدًا لتحركات في المنطقة، هي مجرد دعاية إسرائيلية لتضخيم حجم تسليح مصر، من أجل الضغط لفرض المزيد من القيود على حصول مصر على التكنولوجيا الحديثة في الأسلحة.وأوضح أنّ واشنطن تحدّ من قدرات مصر على تطوير أسلحتها خصوصًا القوات الجوية، من خلال فرض بعض القيود والحظر على تزويد مصر بنوعية معينة من الأسلحة.وأشار نائب مدير المخابرات الأسبق، إلى أنّ القاهرة اتجهت للحصول على الطائرات الصينية لكي يكون هناك توازن في القدرات، خصوصًا بعد رفض واشنطن تزويد مصر بطائرات "إف 35".وفي ما يتعلق بالمفاوضات الخاصة بشراء الطائرات من الهند، قال إبراهيم إنّ مصر ترتبط بعلاقات وتعاون عسكريّ مع الهند منذ ستينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أنّ القاهرة تسعى إلى توطين هذه الصناعة في الداخل. (المشهد)