تستمر قضايا الطائفة الدرزية في سوريا في إثارة الجدل، حيث شهدت الأيام الأخيرة تطورات متلاحقة. وعقب تهدئة الأوضاع في جرمانا باتفاق بين وجهاء المدينة والإدارة الجديدة، شهدت محافظة السويداء حادثة استفزازية برفع علم إسرائيل على مدخلها. وسرعان ما رد آخرون بإنزاله وحرقه، ما يعكس حالة من التوتر والانقسام. هذه الأحداث تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الأقليات في سوريا في ظل التغيرات السياسية والأمنية.طائفة واحدة موحدةوفي السياق، شهدت الأيام الأخيرة أيضًا تدخلات من قيادات درزية لبنانية بالشؤون الدرزية السورية.ولمناقشة هذه التطورات، قال المتحدث الرسمي باسم حركة "رجال الكرامة"، الشيخ باسم أبو فخر، للإعلامي طوني خليفة في برنامج "استوديو العرب" المُذاع على قناة ومنصة "المشهد": "من المعروف أنّ الطائفة الدرزية هي طائفة واحدة موحدة تعيش في أقطار عدة في بلاد الشام، كسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ونحن تجمعنا علاقات دينية واجتماعية وتقاربية وعلاقات صلة دم أيضًا، ونحن نعتز بهذا الانتماء ونفتقد نجدتنا لبعض".تدخلات دروز لبنان بدروز سورياوعن تدخلات قيادات درزية لبنانية بالشؤون الدرزية السورية، قال أبو فخر: "في ما يخص وضعنا المستجد في سوريا، أؤكد أنّ لدينا الكثير من الكفاءات والقيادات القادرة على قيادة هذه المرحلة الاستثنائية، ونحن من دون أدنى شك نثمّن غيرة أهلنا ونجدتهم، ولكن كما يقول المثل "أهل مكة أدرى بشعابها"، بالتالي نحن قادرون على اجتياز هذه المرحلة للوصول إلى وضع آمن ومطمئن".وتابع قائلًا: مع شكرنا لهم، ولكن نحن نسمع اليوم تصريحات من فلان وفلان وكأنهم أوصياء على الجبل، بالتالي:إذا كانت هذه التصريحات من باب الوصاية، نحن نرفضها ونحن قادرون على قيادة هذه المرحلة الحساسة. إذا كانت هذه التصريحات من باب الفزعة على أهلنا، فمرحبًا بها.وأضاف: "الانقسام السياسي بين أبناء الطائفة الدرزية في لبنان، هو انقسام تاريخي وليس حديثًا، والدروز هاجروا من لبنان ونزحوا إلى سوريا منذ 3 قرون، إلا أنّ هذا الانقسام بقي كما هو، واليوم يحاول الإخوة في لبنان نقل هذا الأخير إلى الجبل، وبالتأكيد هذا الوضع ليس من مصلحة الدروز وليس من مصلحة أحد".وختم قائلًا: "الكلمة الموحدة هي المصلحة العليا للجميع، ونحن نرفض نقل الانقسام السياسي في لبنان إلى الجبل، لأننا نسعى أن يكون قرارنا واحدًا موحدًا، ونحن في حركة "رجال الكرامة" أحد أهم شعاراتنا منذ التأسيس، أننا لسنا موالين وليسنا مؤيدين لأحد، نحن سوريون عروبيون وطنيون بل إنسانيون، ونؤيد فكرة بناء الدولة الوطنية الجامعة التي يُعزز فيها مبدأ المواطنة، ويكون جميع الدروز فيها متساوين تحت سقف القانون". (المشهد)