نشر الجيش الإسرائيلي النتائج النهائية للتحقيق في مقتل 3 أسرى إسرائيليين عن طريق الخطأ على يد قواته في حي الشجاعية بمدينة غزة في وقت سابق من هذا الشهر، قائلاً إن القوات على الأرض ليس لديها "وعي كافٍ" باحتمال مواجهة القوات مع "حماس"، وتم احتجاز الأسرى في وضع لم يكن بمثابة عملية خاصة لإنقاذهم، على الرغم من حصول الجيش على معلومات استخباراتية عن أسرى محتملين في المنطقة.والأسرى لـ3 الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية هم يوتام حاييم وسمر تالالكا وألون لولو شامريز.نتائج التحقيقوخلص التحقيق إلى أنه في 15 ديسمبر، أثناء "قتال عنيف" في الشجاعية، فتح جندي من الكتيبة 17 التابعة لواء بيسلاماخ النار على 3 أشخاص اعتبرهم تهديداً، مما أسفر عن مقتل 2، بينما فر الثالث إلى مبنى مجاور.ودعا القادة المتواجدون في المكان الجنود إلى وقف إطلاق النار حتى يتم التعرف على الشخص الثالث. بعد حوالي 15 دقيقة، سمع قائد الكتيبة شخصا يصرخ من المبنى "النجدة" و"إنهم يطلقون النار علي" بالعبرية، وأمر الجنود مرة أخرى بوقف إطلاق النار، بينما كان يصرخ على الشخص "تعال في طريقي".خرج الرجل الثالث من المبنى باتجاه القوات، لكن جنديين، بحسب التحقيق، لم يسمعا أمر القائد بسبب ضجيج دبابة قريبة، وأطلقا النار على الأسير وقتلوه.ويقول الجيش الإسرائيلي إنه بناء على تحليله ولقطات جوية، كان الأسرى لـ3 بلا قميص وكان أحدهم يلوح بعلم أبيض عند اقترابهم في البداية من القوات. وبعد إطلاق النار، اشتبه القادة في مكان الحادث في أن الرجال كانوا أسرى وتم نقل جثثهم إلى إسرائيل للتعرف على هوياتهم.خداع الجيش الإسرائيليقبل الحادث، في 10 ديسمبر، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على مذكرة بجوار نفق في الشجاعية، كتب عليها "النجدة" باللغة العبرية. وجاء في الرسالة أنه بجانب الرسالة كانت توجد بطاقة هوية تابعة لأحد عناصر "حماس". تم أخذ المذكرة للفحص، لكن التحقيق يقول إنه لا توجد معلومات تربطها بوجود أسرى في منطقة الشجاعية، وقدر الجنود أنها كانت محاولة من قبل "حماس" لاستدراجهم إلى كمين.وفي 10 ديسمبر أيضاً، داهمت قوات من وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني العاملة في الشجاعية عدة مبانٍ لتحديد مواقع مسلحي "حماس" وأسلحتها، وفي أحد المباني التي اقتحمتها القوات، تم إدخال كلب من وحدة الكلاب البوليسية في عوكيتز، وبعد ذلك اندلعت معركة بالأسلحة النارية بين عناصر "حماس" وجنود غولاني.وردت قوات غولاني بإطلاق النار، مما أدى إلى مقتل مسلح واحد على الأقل من "حماس"،كما قُتل كلب أوكيتس في المعركة.وفي خضم القتال، سمع قادة غولاني صرخات "النجدة" و"أسرى" باللغة العبرية من المبنى، لكن القوات قدرت أنها كانت محاولة من قبل "حماس" لاستدراجهم إلى كمين.كما اشتبه مهندسو القتال في قوة غولاني في أن المبنى كان مفخخا، ولم تدخل القوات إلى داخل المبنى.وجاء في التحقيق أن "بعض القوات سمعت الصراخ لكنها اشتبهت في أنها محاولة من قبل الإرهابيين لجر القوات إلى داخل المبنى لإيذائهم، كما حدث في الماضي".ويقول الجيش الإسرائيلي إن التحقيق يكشف أن القادة المشاركين لديهم معلومات حول وجود أسرى إسرائيليين في منطقة الشجاعية، وحتى أنهم اتخذوا إجراءات لمنع الضربات على مواقع يشتبه في وجود أسرى بداخلها.وبحسب التحقيق "في هذه الحالة، لم تكن هناك معلومات استخباراتية حول أي من المبنيين اللذين كان الأسرى موجودين فيه. وأيضًا، كجزء من التقييمات حول هذه القضية، تم إعداد ألوية من القوات الخاصة في كل منطقة قتال، لتكون متاحة على الفور للتدخل في حالة تحديد القوة لمبنى ما، مع وجود أسرى في الداخل".ويضيف التحقيق أنه "لم يكن هناك وعي كاف لدى القوات الميدانية في حالة وصول أسرى إلى قوات الجيش الإسرائيلي، أو عندما تواجه القوات أسرى أثناء تطهير المباني كجزء من القتال وليس كجزء من عملية خاصة لتحرير الأسرى"."لقد فشلنا في مهمتنا"وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في بيان له إن إطلاق النار على حاييم وتالاكا وشامريز هو "حدث صعب مع نتائج صعبة للغاية. لقد فشل الجيش الإسرائيلي في مهمته بإنقاذ الأسرى في هذا الحدث".وقال هاليفي في ختام التحقيق: "إن كامل القيادة تشعر بالمسؤولية عن هذا الحدث الصعب، وتأسف لهذه النتيجة، وتشارك عائلات الأسرى الثلاثة في حزنها".وأضاف: "ما كان ينبغي إطلاق النار على الأسرى، إطلاق النار هذا لم يكن على مستوى المخاطر والوضع. ومع ذلك، فقد تم تنفيذها في ظل ظروف معقدة، وفي ظروف قتالية شديدة وتحت تهديد طويل الأمد".كما أصدر هليفي تعليماته لجميع القادة بمراجعة التحقيق ورفع وعي الأسرى بين قواتهم، بما في ذلك المواقع المحتملة، وصورهم، وغيرها من النتائج المختلفة المتعلقة بهم.(ترجمات)