طبول الدخول الإسرائيلي البري لجنوب لبنان تُقرع، بعد أن صادق الكابينت الإسرائيلي على العملية البرية، وفرض الجيش الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة في منطقة المطلة ومسغاف عام وكفر غلعادي الحدودية. كما طلب الجانب الإسرائيلي من سكان جنوب لبنان عدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني.فالقوات الإسرائيلية التي تجهّز عدة العملية البرية تتكوّن من قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز ولواء المظليين والمدرعات من اللواء 7. لكن على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية، بدء العملية البرية في الجنوب، فإنه لم يتم رصد أي دخول لقوات إسرائيلية للأراضي اللبنانية حتى الساعة.وهذا ما قاله مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف بتصريح صحفي، مشيرا إلى أن "كل الادعاءات الإسرائيلية أن قوات الاحتلال دخلت لبنان كاذبة"، مؤكدا استعداد عناصر الحزب للمواجهة."حزب الله" مستمر بعملياته وقبل الحديث عن قدرات الحزب للمواجهة البرية، لفتت بيانات "حزب الله" الأنظار منذ ليل أمس، كونها باتت تستهدف جنودا إسرائيليين بشكل مباشر عوضا عن مواقع عسكرية.فمنذ مساء أمس استهدف الحزب وفق بياناته:تحرك لجنود إسرائيليين في موقع المطلة بقذائف المدفعية، وحققوا فيه إصابات مباشرة.تجمع آخر لجنود إسرائيليين في مستعمرة المطلة بصلية صاروخية.تجمع في مستعمرة أفيفيم بسلاح المدفعية.تجمع قرب مستعمرة روش بينا بصلية صاروخية.تجمع في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2.وقال المحلل السياسي والصحفي، المطّلع على التطورات الميدانية، محمد علوش لمنصة "المشهد" إن بيانات "حزب الله" حول استهداف جنود إسرائيليين عند الحدود الجنوبية توجه رسالتين للجانب الآخر:رسالة حول حضور العناصر على الجبهات: تعني أن عناصر الحزب لا يزالون يحضرون على الحدود مباشرة، وأن "المقاومة" جاهزة عند الحدود لصدّ الهجوم البري.رسالة القدرة على التواصل: تعني أن قدرة العناصر بالتواصل مع الجهات المعنية بنشر البيانات قائمة، وهذا له علاقة بالاتصال والتواصل بين الجهتين، علما أنه تم الحديث أن هذا الاتصال فُقد.قدرات "حزب الله" للعملية البريةفي الأسابيع الأخيرة، أظهر "حزب الله" قدرات جوية جديدة، عقب استهداف إسرائيل بصواريخ دقيقة وذات مدى بعيد منها فلق-1 وفلق-2 غير الموجهة وصواريخ كاتيوشا، وصاروخ "فادي 1" هو من عيار 220 ميلمترا مع مدى 80 كيلومترا، وصاروخ "فادي 2" من عيار 303 ويصل مداه إلى 105 كيلومترات، وفق خبراء عسكريين.في المقابل، وعلى الرغم من القصف الإسرائيلي الذي يزعم أنه يطال مراكز الحزب التي تحتوي على الصواريخ والأسلحة، لا تزال قدرات الأخير كبيرة وقوية، وفق الخبير العسكري والعميد الركن الدكتور هشام جابر.وقال جابر لمنصة "المشهد" إن قدرات "حزب الله" تنقسم إلى قسمين: البشرية والنارية.ومن القدرات البشرية التي يمتلكها "حزب الله"، وفق جابر، "50 ألف مقاتل، بالإضافة لمقاتلين آخرين احتياط"، علما أن الأمين العام "حزب الله" حسن نصر الله سبق وقال منذ أعوامبب إن لديه 100 ألف مقاتل.أما بالنسبة إلى القدرات النارية، فأشار جابر إلى أنها تتضمن:15 ألف صاروخ دقيق باليستي لم يتم استعمالها بعد.150 ألف صاروخ عادي.وفعلا هذا ما كان ذكره تقرير للكونغرس الأميركي مؤخرا، عن أن ترسانة "حزب الله" تضم نحو 150 ألف صاروخ، بينما قال خبراء أميركيون إن الصواريخ الباليستية الأقوى والأبعد مدى محفوظة تحت الأرض. وهذا ما يبقى غامضا، كون "حزب الله" لم يقدّم أي معلومات عن أنفاقه تحت الأرض، مكتفيا بنشر فيديو "عماد 4" الذي كشف عن نفق ضخم وكبير تحت الأرض يحتوي على عدد من الراجمات الصاروخية والتجهيزات العسكرية، كما التنقل فيه بالشاحنات.3 مراحل للتوغّل البريبالتالي، وحتى الساعة لم تحصل أي عملية دخول إسرائيلي بري للبنان، ولفت هنا علّوش إلى أن "التصدي البري لا يعني منع الجيش الإسرائيلي التقدم داخل الأراضي اللبنانية، بل قد تكون هناك حاجة لاستدراجه إلى أماكن معينة تماما داخل الحدود كما حصل عام 2006".بدوره، اعتبر الخبير العسكري أن مقاتلي "حزب الله" يستدرجون الإسرائيلي لدخول لبنان، لأن باللغة العسكرية، في حال تدخلوا الآن لن يوقعوا الضرر بالجنود الإسرائيليين، بعكس ما يحصل بعد دخول الجيش الإسرائيلي مع دباباته. بينما تابع علّوش أن "حزب الله" لم يدّعِ أنه قادر على منع الجيش الإسرائيلي من التقدم داخل الأراضي اللبنانية لكنه يعد الجانب الآخر بأنه لن يستطيع تثبيت النقاط داخل الأراضي اللبنانية.وكشف عن أن التوغل البري يكون من خلال 3 مراحل:المرحلة الأولى: شق الطرق والتفخيخ والتجهيز. وهذه الخطوة قد بدأها الجيش الإسرائيلي منذ يومين.المرحلة الثانية: الدخول البري داخل هذه الطرق.المرحلة الثالثة: مرحلة تثبيت النقاط واحتلال الأرض.وأشار إلى أن "دور "حزب الله" الأكبر يأتي في المرحلة الثالثة وهو منع تمكين الجيش الإسرائيلي من تثبيت النقاط له والتفاوض على أساسها، فيجبر على التراجع".وقال إن "أرض الجنوب هي أرض "حزب الله" وتم تجهيزها بالكامل للمواجهة إلى جانب الأنفاق والمكائد لأجل مثل المعركة البرية".في المقابل، قال إن "الجيش الإسرائيلي قد يحقق مفاجآت، مثل تلك التي تتعلق بالتكنولوجيا".من يعطي القرار بـ"حزب الله"؟بعد اغتيال حسن نصر الله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، علت الأصوات عن أن "حزب الله" انتهى. لكن لم ينفِ جابر تأثر قيادة "حزب الله" بعمليات الاغتيال للقادة التي حصلت مؤخرا، مؤكدا أن هناك بدائل جاهزة.وتوافق كلام علوش مع جابر حول تأثر قيادة الحزب بعمليات الاغتيال، مضيفا أن "المقاومة اختلفت ما قبل وبعد مقتل حسن نصر الله، لكن العمل جارٍ لاكتشاف الثغرات وضبطها"، مشددا على أن "بالهيكلية التنظيمية لا تقوم على قائد أو مساعد، فكل القادة الذين قتلوا تسلّم آخرون مراكزهم".وتأكيدا لذلك، قال إنه "يوم تم اغتيال حسن نصر الله كانت وتيرة العمليات في الجنوب مستمرة كما كانت قبل الاغتيال ولم تحصل حالة ضياع وانسحاب، ولم تحصل ردات فعل عاطفية أو فردية من قبل العناصر".(المشهد)