بعد مرور 6 أشهر على الحرب في غزة، بات الرأي العام الإسرائيلي منقسماً بشدة حول كيفية تحقيق النصر على "حماس".ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إلى أن المسؤولين الثلاثة الكبار في حكومة الحرب الإسرائيلية تسودهم الضغائن والخلافات المستمرة. أدت الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة حول أفضل السبل لمحاربة "حماس" إلى توتر العلاقات بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والرئيس السابق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس. ويختلف الرجال الثلاثة حول أكبر القرارات التي يتعين عليهم اتخاذها وهي كيفية شنّ حملة عسكرية حاسمة، وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وحكم قطاع ما بعد الحرب. ويتعين عليهم حاليا اتخاذ أحد أكبر القرارات التي واجهتها البلاد على الإطلاق وهو كيفية الردّ على أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل. وقال الجنرال الإسرائيلي السابق ومستشار الأمن القومي جيورا إيلاند: "إن انعدام الثقة بين هؤلاء الأشخاص الثلاثة واضح للغاية وبالغ الأهمية". وكان غانتس، الجنرال الذي قاد حرب إسرائيل الكبرى الأخيرة ضد "حماس" قبل عقد من الزمن، قد أعرب في السابق عن رغبته في الإطاحة بنتانياهو كرئيس للوزراء. ودعا في أبريل الحالي، إلى إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل بعد أن تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص ضد طريقة تعامل نتانياهو مع الحرب،.مرحلة خطيرة في الصراعويواجه أعضاء مجلس الوزراء الثلاثة في تصميم ردّ يوازن بين أهدافهم المتمثلة في ردع إيران، وتجنب حرب إقليمية وعدم تنفير الولايات المتحدة والدول المشاركة في صدّ الضربة الإيرانية. وحثّ الرئيس بايدن الإسرائيليين على توخي الحذر في أي ردّ، واستبعد التورط الأميركي في ضربة إسرائيلية على الأراضي الإيرانية. وقال الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي راز زيمت: "إن خطر سوء التقدير مرتفع للغاية.. نحن في بداية مرحلة خطيرة للغاية في الصراع الإيراني الإسرائيلي". ويشير التقرير إلى أنه في بداية الحرب، دعا غالانت إلى توجيه ضربة استباقية لـ"حزب الله" اللبناني، حليف إيران، لكنه أيضًا حريص على التحالف مع الولايات المتحدة. إلا أن نتانياهو ظلّ يُبقي غالانت وغانتس في الظل بشأن القرارات الرئيسية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين.وقال مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي أمير أفيفي: "من الصعب جدًا على رئيس الوزراء أن يجعل الجيش يفعل ما يريد إذا لم يكن وزير الدفاع متحالفًا معه". وخاض غانتس الانتخابات ضد نتانياهو في 5 انتخابات وصفها المحللون السياسيون بأنها من أسوأ الانتخابات التي شهدتها البلاد على الإطلاق. أما بالنسبة للعلاقات بين غانتس وغالانت، فبالكاد تحدّثا مع بعضهما البعض لأكثر من عقد من الزمن قبل الانضمام إلى حكومة الحرب معًا. وتُظهر استطلاعات الرأي أن غانتس هو الزعيم الأكثر شعبية في إسرائيل، فيما يحاول أشخاص مقربون منه إقناع أعضاء ائتلاف نتانياهو وحزبه بمغادرة الحكومة وإجبار رئيس الوزراء على التنحي عن السلطة الأمر الذي من شأنه أن يترك غانتس باعتباره السياسي الأكثر احتمالا ليحل محل رئيس الوزراء. ويشير التقرير إلى معارضة غالانت لنتانياهو بعد حديث الأخير عن عزمه مهاجمة رفح، خصوصا بعد أم حذّرت أميركا إسرائيل من القيام بالعملية. تصدعات في حكومة الحربولا يتفق الرجال الثلاثة وفق الصحيفة على كيفية تحرير الأسرى الذين تحتجزهم "حماس"، حيث دعا غانتس علناً إلى التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراحهم، قائلاً إن حياتهم معرضة للخطر. وشدّد نتانياهو وغالانت على أن الضغط العسكري إلى جانب المفاوضات هو وحده الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح الاسرى. في عام 2020، اتفق الاثنان على الانضمام إلى ائتلاف وتناوب رئاسة الوزراء لإنهاء فترة سياسية مزعزعة للاستقرار، إلا أن التجربة انتهت بشكب سيء في غضون عام. واتهم غانتس نتانياهو بمنعه من مقعد رئيس الوزراء، فيما قال الأخير إنه لا يستطيع إدارة حكومة تعمل مع غانتس. وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن في عهد نتانياهو، مايكل أورين، في إشارة إلى ترشيح غالانت عام 2010: "لقد شعر بأنه قد خدع". جمعت هجمات 7 أكتوبر الرجال الثلاثة معًا في حكومة الحرب، حيث وضع غانتس وغالانت خلافاتهما جانباً لمحاولة العمل بشكل احترافي. وظهرت التصدعات في حكومة الحرب بعد أن تباطأت الحرب الخاطفة الإسرائيلية ضد "حماس" في غزة وتزايدت التكلفة الإنسانية للحرب.(ترجمات)