قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الثلاثاء إن المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حركة "حماس" في غزة، مبررا بذلك قرار بلاده تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع المحاصر.وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي في القدس "المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات 'حماس' في غزة، وأن مثل هذه الأموال تستخدم من قبل "حماس" لتمويل الإرهاب وإعادة بناء قدراتها"، مؤكدا "لا يمكن أن يستمر هذا، ولن يستمر". وكانت إسرائيل أعلنت يوم الأحد تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة محذرة من "عواقب أخرى" على "حماس" إذا لم تقبل بمقترح تمديد موقت للهدنة في القطاع. أما "حماس" فوصفت القرار بأنه "ابتزاز وجريمة حرب" تخالف اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير وانتهت المرحلة الأولى منه الأحد بعد 42 يوما. وكان مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اقترح تمديد المرحلة الأولى من الهدنة حتى منتصف أبريل المقبل. أما الحركة فترغب بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الهدنة التي تشمل الإفراج عن جميع الأسرى المتبقين وإنهاء الحرب. "يهدد حياة المدنيين"من جانبه، شدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على أن "الخدمات الأساسية غير قابلة للتفاوض ويجب ألا تستخدم أبدا كأدوات حرب". وقال لازاريني في منشور عبر حسابه على منصة "إكس" إن قرار إسرائيل وقف المساعدات "يهدد حياة المدنيين". وشدّد على أن "المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر بالتدفق على نطاق مشابه لما رأيناه خلال الأسابيع الستة الماضية". وقال لازاريني إن معظم الناس في غزة يعتمدون على المساعدات من "أجل بقائهم على قيد الحياة، الماء المنقذ للحياة، المستشفيات، المراكز الصحية والكهرباء هي أمور أساسية". أما ساعر فرأى أن "المساعدات التي تذهب إلى "حماس" ليست إنسانية، هي أداة، وسيلة لاستمرار الحرب ضد إسرائيل". وقال وزير الخارجية "لا أعرف أي دولة أخرى في العالم يُطلب منها تمويل الحرب ضد نفسها". وتابع "قمنا بذلك في إطار" المرحلة الأولى من الاتفاق مقابل "التزام (من حماس) بتحرير أسرانا" مضيفا أنه بعد انتهاء هذه المرحلة "لم يعد لدينا أي التزام بتمويل الإرهاب ضد أنفسنا".خلافاتودعت "حماس" الوسطاء والمجتمع الدولي للتحرك والضغط على "الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة". وسمحت المرحلة الأولى من الاتفاق بعودة 33 أسيرا إلى إسرائيل بينهم 8 قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها. ووفقا للاتفاق المبرم، من المفترض أن تسمح المرحلة الثانية من الاتفاق بالإفراج عن جميع الأسرى الأحياء المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن المزيد من المعتقلين الفلسطينيين. وحتى الآن، هناك خلافات بين الجانبين على التفاصيل، حالت دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.(أ ف ب)