في خطوة مفاجئة وقعت الإدارة السورية الجديدة اتفاقًا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والذي يقضي بدمج قوات "قسد" داخل منظومة الدولة السورية.ويقضي الاتفاق على أن تتم عملية الإدماج خلال مهلة زمنية لا تتجاوز نهاية العام. كما يتضمن الاتفاق التأكيد على وحدة الأراضي السورية ووقف التقسيم وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.كما نص الاتفاق على وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة وتسليم السجون التي تديرها قوات قسد إلى وزارة الدفاع السورية.وفتح هذا الاتفاق الباب أمام تساؤلات حول موقف أنقرة من هذا الاتفاق ومستقبل الصراع التركي مع أكراد سوريا؟"بجانب الشرع لا الجولاني"في التفاصيل، قال عضو هيئة الرئاسة في الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، إنّ الاتفاق الذي جرى توقيعه بين قائد قوات قسد والشرع لم يكن مفاجئًا بالنسبة للأكراد ولكن هناك مناقشات مستمرة منذ سقوط بشار الأسد حول هذه الخطوة.وفي مقابلة مع الإعلامي طوني خليفة، في برنامج "استديو العرب" على قناة "المشهد" أكد مسلم أن الأكراد يقفون إلى جانب أحمد الشرع وليس أبو محمد الجواني، لافتا إلى أنه منذ سقوط النظام السابق جرت مناقشات كثيرة داخل التحالف الكردي لبحث مستقبل أوضاعهم وموقفهم من الإدارة السورية الجديدة. وأشار إلى أنهم أكدوا أكثر من مرة على رغبتهم في المشاركة في بناء سوريا الجديدة وأن يصبحوا شركاء حقيقيين على أرض الواقع، لافتا إلى أن أكراد سوريا سيقومون بتسليم سلاحهم للدولة السورية حينما يضمنون أنه لن يتعرض لهم أحد. وقال إن هناك لجان ستقوم بدراسة كيفية دمج قوات سوريا الديمقراطية مع وزارة الدفاع السورية، موضحًا أن قوات قسد تأسست بهدف حماية مكونات الشعب السوري وهي مؤهلة للقيام بواجبها خلال المستقبل. الجلوس مع إردوغان؟ وأكد مسلم ضرورة أن يكون رسم مستقبل سوريا بيد أبناء الشعب السوري وقال "ليست هناك ضمانات نحن نعتقد أن اليد التي تمتد إلى سوريا من الخارج تعطل الأمور ولا تحل.. عندما نلتقي أبناء الشعب السوري سيكون ذلك أفضل".وكشف مسلم أن الاتفاق بين قوات قسد والدولة السورية جرى بعد وساطات قام بها التحالف الدولي في سوريا، لافتا إلى أن أميركا والتحالف الدولي ليسوا حلفاء لقسد ولكن اتفقت أهدافهم في محاربة "داعش".وقال إن التحالف الدولي يرى الآن أن الاتفاق بين قسد والإدارة السورية سيسهم في هذه الفترة في تحقيق أهداف المتمثلة في منع "داعش" من الظهور مرة أخرى في المنطقة.وفيما يتعلق بالموقف التركي، أوضح صالح مسلم، إن أكراد سوريا لم يكون في يوم من الأيام معادين للدولة التركية، لافتا إلى استعدادهم للجلوس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(المشهد)