قال قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع (الجولاني) اليوم السبت إن سوريا عانت ظروفًا مأساوية عند تحريرها، حيث امتدّ الدمار ليشمل جميع النواحي، ما انعكس على حجم المعاناة التي عاشها السوريون خلال الأعوام الماضية.وفي تصريحات لوسائل إعلام سورية، أوضح الشرع أنّ رئيس النظام السوري بشار الأسد أصدر تعليمات بحكم منصبه إلى حاكم المصرف المركزي لطباعة أوراق نقدية من دون أيّ غطاء مالي، ما أدّى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية ومعاناة السوريين. وأكد أن سوريا تواجه مأساة حقيقية تتطلب خططًا مدروسة لمعالجتها، مشددًا على ضرورة جمع البيانات وتحليلها بشكل دقيق قبل اتخاذ خطوات عملية للتعامل مع القضايا الملحة. وعلى الرغم من الانتصار الذي حققته فصائل المعارضة، شدّد الشرع على أهمية الابتعاد عن "قيادة سوريا بعقلية الثورة". وأكد ضرورة نقل العقلية من العمل الثوري إلى بناء الدولة، معتبرًا أنّ مستقبل سوريا يعتمد على إرساء أسس الحوكمة والعدالة. وقال إنّ الإدارة الجديدة "ستضع حدا لإنتاج الكبتاغون في سوريا"، وذلك بعد أن حول نظام الأسد البلاد إلى مصنع للمخدرات بحسب تقارير دولية. إعداد طويل واعتبر الشرع أن إسقاط النظام السوري تم خلال 11 يوما فقط، بعد إعداد طويل استمر لأعوام. واستعرض التحديات التي واجهتها الثورة السورية، من نزاعات داخلية وحالة فصائلية وتدخلات دولية من أطراف عدة، مما جعلها حالة استثنائية بين ثورات العالم. وأكد أن هذه الظروف المعقدة حالت دون الوصول إلى حلول سياسية شاملة، مما جعل الخيار العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف رغم ما يحمله من تعقيدات. واعتبر أن الجهود المبذولة للإطاحة بنظام الأسد لم تكن فردية، بل كانت نتاجًا مشتركًا للسوريين جميعًا. وشدد على أن الطيران الروسي ركّز بشكل كبير على استهداف الأهداف المدنية، لافتا إلى التخوف من تكرار سيناريو غزة في شمالي سوريا.حجج واهية وقال الشرع إن الحجج الإسرائيلية "باتت واهية" ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة. وأوضح أن الوضع السوري المنهك بعد أعوام من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. ولفت إلى أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار. وشدد الشرع على أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية. التوسع الإيراني والعلاقة مع روسيا قال الشرع إن التوسع الإيراني في المنطقة وتحويل سوريا إلى منصة لتنفيذ أجنداته شكل خطرًا كبيرًا على البلاد وعلى دول الجوار والخليج. وأضاف: "تمكنا من إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولكننا لا نكن العداوة للإيرانيين، فمشكلتنا كانت مع السياسات التي أضرت ببلدنا". ولفت الشرع إلى أن القيادة السورية حرصت على الابتعاد عن استفزاز روسيا ومنحتها الفرصة لإعادة تقييم العلاقة مع سوريا بشكل يخدم المصالح المشتركة. وشدد على أن المرحلة الحالية تتطلب إدارة حذرة للعلاقات الدولية. مزرعة للنظام قال الشرع إن النظام السابق، لم يؤسس دولة حقيقية بل تعامل مع سوريا كمزرعة لتحقيق مصالحه الشخصية. وشدد على أن الفترة المقبلة ستشهد نشر وثائق تُثبت حجم هذه السرقات وانتهاكات النظام بحق مقدرات الشعب السوري. (وكالات)