قال خبراء ومحللون إنّ الحرب السورية كشفت "حزب الله" أمنيًا، وكانت السبب الرئيسيّ في الضربات القوية التي تلقاها خلال الأيام الماضية في لبنان، عبر استهداف القيادات العسكرية بغارات إسرائيلية، وقبلها تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكيّ الخاصة بعناصره. وأشار الخبراء إلى أنّ الصفة الأبرز التي داوم عليها "حزب الله" هو السرية، ومنهج حرب العصابات، الأمر الذي جعله يصمد أمام الجيش الإسرائيليّ في حرب عام 2006. وأوضح الخبراء أنّ "حزب الله" اضطر إلى أن يتحول إلى جيش شبه نظامي، وذلك بالتزامن مع اندلاع الحرب السورية، حيث اضطر القيادات إلى الظهور في أرض المعركة، وهو ما رصدته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، وهو ما يعدّ ثغرة كبيرة في "حزب الله" الاعتراف بهذه الثغرات جاءت على لسان مصادر من داخل "حزب الله"، والتي أكدت أنّ غالبية مصائب الحزب هي بسبب الحرب في سوريا، فيما تُناقش دوائر الحزب هذا الأمر في ما بينها، للوقوف على أسباب الاختراق الأمنيّ الكبير الذي تعرضت له في الأيام الماضية.حرب سوريا كشفت قيادات "حزب الله"وفي التفاصيل، قال الكاتب اللبناني، محمد شمس الدين، إنّ "حزب الله" كان يتّبع منهج حرب العصابات، لدرجة أنّ أهل قيادات الحزب كانوا لا يعرفون بطبيعة عملهم، لافتًا إلى أنّ الحرب في سوريا، دفعت قيادات "حزب الله" إلى الظهور والقتال على أرض المعركة. وأوضح في مقابلة مع قناة "المشهد"، أنّ هذه الخطوة هي جزء من المشكلة التي يتعرض لها "حزب الله" اليوم، بعد انكشاف قياداته لأجهزة الاستخبارات الغربية، مبينًا أنّ الجزء الثاني من المشكلة هو سهولة حرب "حزب الله" مع الجماعات المسلحة في سوريا، مقارنة بالحرب مع إسرائيل. وأضاف شمس الدين أنّ "حزب الله" كان يواجه عدوًا سهلًا، على عكس إسرائيل التي تتفوق عليه على كل المستويات. وردًا على سؤال حول احتمالية تخلي "حزب الله" عن الجبهة السورية، أشار الكاتب اللبنانيّ إلى أنّ هذ الأمر غير وارد، لأنّ سوريا تُعتبر مصدرًا رئيسيًا لسلاسل الإمداد بالأسلحة التي يحتاجها "حزب الله" في لبنان. وأشار إلى أنّ الكشف عن تفاصيل الثغرات الأمنية التي تعرض لها الحزب، نوع من المراجعة ولكن ليست مؤشرًا على تغير في استراتيجية الحزب في المنطقة، لافتًا إلى أنّ "حزب الله" يمتلك أجهزة استخبارات خاصة به، ولديه قدرات كبيرة.(المشهد)