في خطوة أعادت رسم النظام الدولي، دفع ترامب الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى التصويت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين "الهجوم" الروسي على أوكرانيا في الذكرى الثالثة للحرب.ومن بين الدول التي انضم إليها ترامب في الوقوف إلى جانب روسيا؟ كوريا الشمالية وبيلاروسيا والسودان، والذين وقف ضدهم: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، إيطاليا، اليابان ومعظم دول العالم الأخرى.وقال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إن سياسة ترامب "تضع الولايات المتحدة في معسكر الدول المارقة الرئيسية في العالم في مواجهة البلدان التي كانت أفضل أصدقاء أميركا منذ الحرب العالمية الثانية أو قبل ذلك".وأكد التقرير أن تفكك الروابط بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين يحمل في طياته تداعيات عميقة على مستقبل السياسة الخارجية الأميركية. وقال "حتى مع توجه زعماء بولندا وفرنسا وبريطانيا إلى واشنطن هذا الأسبوع لمحاولة إغراء ترامب بالعودة إلى صفوفهم، فإنهم ومواطنيهم يواجهون حقيقة مفادها أنه لا يشاركهم قيمهم ولا يرون أن أولوياتهم تتوافق مع المصالح الأميركية".وأضاف "إذا كانت الولايات المتحدة تنوي التحالف مع منبوذين دوليين مثل روسيا وغيرها، فقد تجبر أوروبا وكندا وحلفاء آسيويين مثل اليابان وكوريا الجنوبية على السير في طريقهم والبحث عن تحالفات في أماكن أخرى". وتابع "في الوقت نفسه، سمح احترام ترامب لموسكو لروسيا بالخروج من غرفة العزلة الدبلوماسية التي سعت واشنطن والغرب إلى بنائها في السنوات الثلاث منذ هجومها الكامل لأوكرانيا".تحول دراماتيكي وقالت سوزان رايس، التي شغلت منصب سفيرة الرئيس باراك أوباما لدى الأمم المتحدة ثم مستشارته للأمن القومي إن "ترامب ينفذ أوامر روسيا بكل شفافية ودون خجل في هذا الصدد وفي العديد من الطرق الأخرى، فيتحالف مع خصومنا ضد حلفائنا في المعاهدات. يتعين علينا جميعا أن نسأل أنفسنا لماذا؟". لقد أصيب القادة الأوروبيون بالذهول والحيرة إزاء التصويت الأميركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين، فضلاً عن الدفع الأميركي نحو استصدار قرار بديل من خلال مجلس الأمن لا يلقي باللوم على روسيا في الحرب.حتى بعض الجمهوريين، الذين بذلوا قصارى جهدهم لتجنب الانفصال علناً عن ترامب حتى بشأن القرارات التي أدانوها سراً، استفزوا في النهاية إلى التحدث علناً .وكتب السيناتور جون كيرتس، الجمهوري من ولاية يوتا، على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد شعرت بقلق عميق إزاء التصويت في الأمم المتحدة اليوم والذي وضعنا على نفس الجانب مع روسيا وكوريا الشمالية. هؤلاء ليسوا أصدقائنا. هذا الموقف يمثل تحولًا دراماتيكيًا عن المثل الأميركية للحرية والديمقراطية. نريد جميعًا إنهاء الحرب، ولكن يجب تحقيق ذلك بشروط تضمن سيادة أوكرانيا وأمنها وتمنع بوتن من متابعة المزيد من الطموحات الإقليمية".(ترجمات)