أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها بعدم إصدار أمر بوقف إطلاق النار في غزة. وقالت المحكمة في بداية جلسة النطق بالحكم في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل "يساورنا قلق بالغ إزاء استمرار الخسائر في الأرواح في غزة".وأمرت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع ومعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية في حربها في قطاع غزة. وقالت المحكمة "على دولة إسرائيل أن تتخذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية". وصوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة محكمة العدل الدولية المكونةمن 17 قاضيا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تغطي معظم ما طلبته جنوب إفريقيا باستثناء توجيه الأمر بوقف العمل العسكري الإسرائيلي في غزة. وأمرت المحكمة إسرائيل بالامتناع عن أي أعمال قد تندرج ضمن اتفاقية الإبادة الجماعية، وكذلك ضمان عدم ارتكاب قواتها أي أعمال إبادة جماعية في غزة.وبدأت القاضية رئيسة محكمة العدل الدولية بإعلان قرار أولي في شأن إجراءات عاجلة طالبت جنوب إفريقيا باتخاذها في حق اسرائيل، متهمة إياها بارتكاب "إبادة" في غزة.وقالت المحكمة خلال جلستها:محكمة العدل الدولية لديها صلاحية للحكم بإجراءات طارئة في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل. لن نرفض قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل. الحرب أثرت على أكثر من مليوني شخص في غزة. الفلسطينيون مجموعة تخضع للحماية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية. أخذنا بالاعتبار تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن رفع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين. نقر بحق الفلسطينيين بقطاع غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية.نرى مخاطر لتفاقم الوضع في غزة. جميع الأطراف في قطاع غزة ملزمة باحترام القانون الدول.على إسرائيل ضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في قطاع غزة بشكل فوري.محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع ومعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية.تعليقات على القرارقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: "ندعو جميع الدول إلى ضمان تنفيذ جميع التدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة، بما في ذلك إسرائيل، وهذا تعهد قانوني ملزم".فيما قالت حكومة جنوب إفريقيا: "نشكر المحكمة لصدور حكمها السريع".وقال رئيس الدائرة السياسية لحركة "حماس" في الخارج سامي أبو زهري إن "قرار محكمة العدل الدولية تطور مهم يسهم في عزل إسرائيل وفضح جرائمها في غزة".وأضاف "ندعو لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات المحكمة".وقبل ذلك، انتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية موقف جنوب إفريقيا، معتبرة أنها "الذراع القانونية لـ"حماس".وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنّ "جنوب إفريقيا تسعى إلى تمكين "حماس" من أن ترتكب مجددًا جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية، والجرائم الجنسية التي ارتكبتها بشكل متكرر في 7 أكتوبر". من جهتها، رحبت إسبانيا، إحدى أكثر الدول الأوروبية انتقادا لاسرائيل منذ بدء الحرب بينها وبين "حماس"، بقرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بأن تبذل ما في وسعها لمنع أي أعمال "إبادة" في قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز في رسالة على منصة إكس "نرحب بقرار محكمة العدل الدولية ونطلب من الأطراف تنفيذ الإجراءات الموقتة التي صدرت عنها".ورحبت مصر بحكم محكمة العدل الدولية، وذكر بيان لوزارة الخارجية أن مصر "تتطلع إلى مطالبة محكمة العدل الدولية بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما حكمت المحكمة في قضايا مماثلة"، مشددة على ضرورة احترام قراراتها وتنفيذها.وقد توافق إسرائيل أيضاً على الامتثال للحكم، ولكنها عند نقطة ما لا تمتثل إلا جزئياً، بدعوى وجود مشكلة "إرهابية" جديدة من جانب "حماس"، الأمر الذي قد يعيد القضية إلى محكمة العدل الدولية، ولكن فقط بعد مزيد من التأخير.(وكالات)