يتعين على القوات الإسرائيلية أن تتعامل مع شبكة الأنفاق المتاهة التابعة لحركة "حماس"، بينما تكثّف عملياتها البرية في قطاع غزة.تُعتبر الأنفاق، التي تطلق عليها إسرائيل اسم "مترو غزة"، حيوية بالنسبة لـ"حماس" من الناحيتين الهجومية والدفاعية. ويستخدمها المسلحون لتهريب وتخزين الأسلحة والتهرب من كشفهم، ما يزيد من الصعوبات الهائلة للقتال في بيئة حضرية كثيفة السكان، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأميركي.وما يزيد من تعقيد أيّ عملية برية إسرائيلية، على الأقل أنّ بعض الأسرى الذين تم اختطافهم في هجوم 7 أكتوبر كانوا محتجزين في الأنفاق، وفقًا لمتحدث باسم "حماس" .كيف تستخدم "حماس" نظام الأنفاق؟ تستخدم "حماس" الأنفاق لتهريب البضائع والسلع، وتخزين الأسلحة والإمدادات، وتدريب المقاتلين وإقامتهم في الثكنات خارج نطاق رؤية أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المتقدمة، وبعيدًا عن متناول قواتها الجوية. وتستخدم "حماس" أيضًا منشآت تحت الأرض، لتجميع وتخزين أجزاء من ترسانتها الكبيرة من الصواريخ ومنصات الإطلاق. وفي حالة توسيع العملية البرية، فإنّ الأنفاق ستُجبر الجنود الإسرائيليّين على مواجهة خطر الكمائن والأفخاخ المتفجرة في تضاريس غير مألوفة. حجم شبكة أنفاق غزةفوق سطح الأرض، تعدّ غزة واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، حيث يعيش مليونا شخص في مساحة 140 ميلًا مربعًا فقط.وفرضت إسرائيل حصارًا واسعًا النطاق على القطاع، بعد سيطرة "حماس" عليه في عام 2007، ما جعل الشبكة الجوفية من طرق التهريب والنقل، أكثر أهمية. من غير المعروف بالضبط مدى اتساع الأنفاق، لكنّ الخبراء يقولون إنها نمت من حيث الحجم والتعقيد على مدى العقدين الماضيين، حيث تم تجهيز بعضها بالكهرباء والإضاءة ومسارات السكك الحديدية. ومن المرجح أنها تمتد على أجزاء كبيرة من القطاع، وتصل إلى أكثر من 100 قدم تحت السطح في بعض الأماكن، وتنتهي عند عشرات نقاط الوصول المخفية، حيث ادعى زعيم "حماس" في غزة، يحيى السنوار، في عام 2021، أنّ الحركة تمتلك نحو 310 أميال من الأنفاق في غزة. وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيليّ لصحيفة "نيويورك تايمز "في يناير، إنّ معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أنّ شبكة الأنفاق يتراوح طولها بشكل إجماليّ بين 350 و450 ميلًا مع نحو 5700 عمود منفصل يؤدي إلى أسفل الأنفاق. وقال المسؤولون إنّ التقديرات الجديدة استندت إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر تم الاستيلاء عليها في الحرب، ولم تتمكن التايمز من التحقق بشكل مستقل من التقديرات، التي تباينت بين المسؤولين الإسرائيليّين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات استخباراتية مختلفة. وزعموا أنّ أحد الأنفاق المكتشفة حديثًا كان واسعًا بما يكفي لمرور سيارة من خلاله، بينما يمتد الآخر لنحو 3 ملاعب كرة قدم، وكان مخبأً تحت أحد المستشفيات. وفي الماضي، قامت الجماعة المسلحة أيضًا بحفر أنفاق عبر الحدود بين إسرائيل وغزة لشن هجمات على القوات الإسرائيلية، كما حدث في حرب 2014.استراتيجية إسرائيل في تدمير الأنفاقوبالإضافة إلى تنفيذ العديد من العمليات البرية والجوية لهدم الأنفاق أو إغلاق نقاط الوصول على مر الأعوام، قامت إسرائيل ببناء حاجز مضادّ للأنفاق تحت الأرض، مزود بأجهزة استشعار أسفل سياج يمتد على كامل حدودها مع غزة. خلال حرب عام 2014، شنت إسرائيل هجومًا بريًا على غزة لتدمير أجزاء من نظام الأنفاق، لكنها واجهت تحديات في اكتشافها والقتال فيها وهدمها.ومن خلال الاستفادة من الدروس المستفادة من تلك الحرب وعمليتها ضد "حزب الله" عام 2018، عززت إسرائيل تدريب جنودها على حرب الأنفاق. كما أنها طورت تقنيات جديدة لاكتشاف الأنفاق وانهيارها، بالإضافة إلى منصات آلية لرسم الخرائط والقتال في البيئات الجوفية. وكثيرًا ما أدت محاولات إسرائيل لإخراج الأنفاق من الجو، بما في ذلك باستخدام القنابل الضخمة "خارقة للتحصينات"، إلى سقوط ضحايا من المدنيّين، لأنّ "حماس" قامت عمدًا ببنائها تحت البنية التحتية المدنية. من أين جاءت الأنفاق؟تم استخدام الأنفاق في غزة منذ أوائل الثمانينيات على الأقل، بعد تقسيم مدينة رفح بواسطة الحدود الجديدة المعترف بها في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. ومع وجود نقطة عبور واحدة فقط على طول الحدود المعززة الجديدة، انفصلت العائلات في رفح وتضرر اقتصاد المدينة بشدة، ما دفع إلى بناء أنفاق تحت الأرض يمكن من خلالها لأفراد العائلات التواصل ويمكن للمهرّبين نقل البضائع. وقد ظهر استخدام المسلحين للأنفاق خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي بدأت عام 1987.(ترجمات)