أثارت منصة FBC أخيراً جدلًا كبيراً في مصر بعدما تعرّض عدد كبير من المستخدمين لعملية احتيال ضخمة أدت إلى خسارتهم لأموالهم. فقد كانت المنصة تعد المستخدمين بأرباح سريعة وسهلة من خلال نشاطات تسويقية عبر الإنترنت، لكنهم فوجئوا بعدم القدرة على سحب أموالهم، ما تسبب في موجة من الغضب والشكوى على وسائل التواصل الاجتماعي. مع تصاعد الأزمة، بدأت التقارير الصحفية في الكشف عن حجم الخسائر، والتي يُقدر أنها تجاوزت 6 مليارات دولار، ما جعلها واحدة من أكبر عمليات الاحتيال الإلكتروني في المنطقة. ما هي منصة FBC؟ FBC هي منصة إلكترونية زعمت أنها تعمل في مجال التسويق الإلكتروني من خلال تقديم مكافآت مالية للمستخدمين مقابل مشاهدة مقاطع فيديو وإعلانات على الإنترنت. كانت الفكرة تبدو بسيطة ومغرية، حيث يحصل المستخدم على أرباح مبدئية مقابل نشاطه، ما يشجعه على استثمار المزيد من المال لتحقيق المزيد من الأرباح. لكن مع مرور الوقت، بدأت الشكاوى تتزايد عندما واجه المستخدمون صعوبات في سحب أموالهم، وتغيرت سياسات المنصة بشكل مفاجئ، ما جعل من المستحيل استرداد الأموال المودعة. ووفق بعض خبراء الأمن المعلوماتي، فإن FBC ليست شركة مرخصة من أي جهة مالية معتمدة، وهي امتداد لمنصات احتيالية سابقة مثل منصة PHD، التي نفذت عمليات نصب مماثلة في دول أخرى. وفق المعلومات المتداولة، بدأت المنصة في الانتشار بشكل كبير في محافظات الدلتا والصعيد، مستهدفة فئات مختلفة، حيث استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما تطبيق تليغرام، لاستقطاب الضحايا. وكان المستخدمون مطالبين بالاشتراك في باقات إعلانية بمبالغ تبدأ من بضع مئات من الجنيهات وتصل إلى 11 ألف جنيه، مع وعود بمضاعفة أرباحهم بسرعة.لكن بعد تحقيق أرباح ظاهرية في البداية، تفاجأ المستخدمون بأن المنصة اختفت من دون سابق إنذار، وأصبحت أموالهم محجوزة من دون إمكانية استرجاعها. وأكدت تقارير متخصصة أن مؤسس المنصة كان يديرها من محافظة البحيرة، لكنها لم تكن مسجلة رسميًّا كشركة استثمارية أو تسويقية. وقد أشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّه تمّ إلقاء القبض لاحقاً على 14 متهماً في واقعة النصب ضمن منصة FBC. (المشهد)