توفي تسفي زامير، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيليّ "الموساد"، الذي تجاهلت الحكومة إلى حدّ كبير، تحذيره من أنّ مصر وسوريا على وشك مهاجمة إسرائيل عام 1973، وذلك عن عمر ناهز 98 عامًا. وترأس زامير الموساد في الفترة من 1968 إلى 1974، وهي فترة مضطربة شملت عددًا من الهجمات الفلسطينية على أهداف يهودية وإسرائيلية في جميع أنحاء العالم. وكان من بينها هجوم على دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عام 1972، قتل فيه مسلحون فلسطينيون 11 عضوًا في الوفد الإسرائيلي. وبعد ذلك، قامت إسرائيل بمطاردة وقتل أعضاء جماعة "أيلول الأسود" المسلحة التي نفذت الهجوم. واعتُبرت الحملة على نطاق واسع ناجحة في إسرائيل، على الرغم من أنّ عملاء إسرائيليّين أخطأوا بقتلهم نادلًا مغربيًا في النرويج.وقال مكتب رئيس الوزراء "تحت قيادته، قاد الموساد عمليات جريئة لجمع المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك عمليات في جميع أنحاء العالم لضرب قادة منظمة (أيلول الأسود)، التي كانت مسؤولة عن مقتل الرياضيّين الأولمبيّين الإسرائيليّين في ميونخ عام 1972". لكن أفضل إنجازات زامير تحذيره من حرب 1973 الوشيكة. وفي العام الماضي، نشر الموساد تفاصيل تحذير تلقّاه زامير، بأنّ مصر وسوريا على وشك الهجوم. وفي اجتماع بلندن عشية الحرب، حذّر مصدره من أنّ هناك "احتمالًا بنسبة 99%"، أنّ مصر وسوريا ستشنان هجومًا في يوم الغفران، أقدس يوم في التقويم اليهودي. وكتب زامير، أنّ "الجيش المصريّ والجيش السوريّ على وشك شنّ هجوم على إسرائيل يوم السبت 6 أكتوبر". لكنّ السلطات تجاهلت تحذيره، وتكبدت إسرائيل خسائر فادحة في حرب 1973. وظل زامير يشعر بالمرارة إزاء هذه الحرب لبقية حياته، ولا تزال الحرب مصدر صدمة وطنية. (أ ب)