آفات جلدية، وأمراض معوية، وتسمم غذائي، ومشاكل نفسية، هذا ما باتت تواجهه قوات ووحدات الجيش الإسرائيلي في غزة، مع اقتراب الحرب الإسرائيلية من ختام شهرها الثالث.حيث يواجه الجيش الإسرائيلي ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بالأمراض الجلدية والمعوية والتسمم الغذائي، فيما تلقى المئات من الجنود الإسرائيليين مساعدة الطب النفسي، وتم إجلاء المئات من الجنود مؤخراً من غزة إلى قاعدة تدريب اللواء لتلقي العلاج الطبي بعد إصابتهم بتفشي مرض بكتيريا الدوسنتاريا وانتشار أعراض القيء والإسهال المزمنة. في حين كشفت بيانات جديدة أصدرها المعهد الوطني لأبحاث السياسات الصحية، صورة قاتمة لآثار الحرب على الصحة العقلية والنفسية للإسرائيليين، حيث تتوقع تلك البيانات بأن يعاني ما يصل إلى 625 ألف شخص في إسرائيل من أضرار نفسية، نتيجة هجوم السابع من أكتوبر والحرب التي أعقبتها في قطاع غزة. أمراض جلدية وتسمم يعرقل عمل الجيش الإسرائيلي في غزةمصادر إسرائيلية أفادت أن الأمراض المعدية وحالات التسمم التي أصيب بها المئات من جنود الجيش الإسرائيلي الذي يشارك في ساحة القتال بغزة، يعود إلى سوء تخزين التبرعات الغذائية التي تصل للجيش، وقلة النظافة، حيث دأبت العديد من المطاعم والجمعيات إلى إمداد الجيش الإسرائيلي بالطعام والشراب، مما تسبب بتفشي البكتيريا فيما بينهم، مما أدت إلى مرض الزحار الذي يسبب اضطرابات في المعدة والتهابات تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم والإسهال الشديد. في حين علّقت خدمة المئات من الجنود الإسرائيليين بفعل الآفات الجلدية التي أصابتهم، أبرزها مرض الليشمانيا الطفيلي الجلدي المؤلم للغاية، ويستمر لأسابيع عدة، حيث علق الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية، ميشال رامون من مركز رامبام في حيفا، لمنصة "المشهد"، قائلا:في حقيقة الأمر، ومنذ بداية الحرب تم علاج عدد كبير من حالات الجنود الإسرائيليين الذي أصيبوا بعدوى الطفرات الجلدية وأبرزها الليشمانيا.رغم الإجراءات المختلفة التي يتخذها الجيش الإسرائيلي لتجنب الإصابة بمثل هذه الأمراض الطفيلية المعدية، مثل توزيع وثائق توعية حول الموضوع، وتوفير مستحضرات مضادة للآفات الحشرية، إلا أنه انتشر وبقوة بين قوات الجيش الإسرائيلي.العدوى تحتاج لعلاج طويل نوعاً ما، بل ربما لأسابيع، وهذا يؤثر على طبيعة العمل الميداني للجيش الإسرائيلي، وصحته النفسية والجسدية. الأمراض المعدية تفتك بالعمليات العسكرية الإسرائيليةوحول تداعيات انتشار الأمراض الجلدية والمعوية بين قوات الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة في غزة، يوضح الباحث والأكاديمي يورام يوفال لمنصة "المشهد" أن: انتشار الأمراض الجلدية والمعوية بين قوات الجيش الإسرائيلي، أمر خطير ومقلق للغاية إذا لم تتم السيطرة عليه بالشكل المناسب.الأمر له عواقب سلبية على حركة وحالة الجنود الإسرائيليين في الميدان وأدائهم النفسي والعملي، وكذلك طبيعة سير العمليات القتالية، حيث تنتقل العدوى من خلال الاتصال المباشر بين جندي وآخر، أو من خلال الطعام.إذا تمت العدوى الجلدية أو المعوية بين سرية أو كتيبة من الجنود الإسرائيليين، وظهرت عليهم أعراض الحمى والإسهال، فإنهم لا يعودون صالحين للقتال في ساحة المعركة، بل سيعرضون أنفسهم وزملاءهم للخطر الشديد بفعل هذه الأوضاع الصحية المعدية والتي تحد من قدراتهم.ويضيف يوفال أن "الجيش الإسرائيلي كان قد أفاد للجمهور، بأنه أرسل فريقاً لتنظيف المناطق التي كان يقيم فيها الجنود الإسرائيليون عند غلاف غزة، وعندما أصيب العديد من الجنود الإسرائيليين بأمراض معوية وجلدية معدية، تم إجلاؤهم من قطاع غزة وغلافها، تلقوا الخدمات الصحية والطبية التي يحتاجونها، وهذا أمر جيد، إلا أن القلق ما زال قائماً".عوامل بيئية وتكتيكية في السياق، يقول المحلل السياسي أشرف عكة لمنصة "المشهد" إن "هذه الأمراض المنتشرة بين قوات الجيش الإسرائيلي، ستؤثر على طبيعة سير العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وعلى معنويات الجيش الإسرائيلي خصوصا في ظل انتشار الأمراض المعدية بينهم، ويبدو أن الجيش الإسرائيلي في واقع عملياتي صعب ومعقد، وبالتالي ينعكس على عملية الإشراف الطبي في ظروف قتال مستمرة ومتواصلة، وعلى الأرجح أنه لا يتم تبديل القوات بين أفراد الجيش الإسرائيلي حسب القواعد المتبعة عالمياً في تبديل القوات خصوصا في خطوط الدفاع الأولى بالقتال، مما يتسبب بهذه الأمراض". ويتابع عكة قائلاً "هذه الأمراض تتوالى تباعاً على الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، نتيجة لسوء النظافة، بالإضافة إلى أن الجنود الإسرائيليين يمكثون فترة طويلة بالقتال في ظروف سيئة وصعبة للغاية، وهذا يؤثر على فترات الراحة والنظافة لدى الجنود، كذلك بيئة القتال تبين بأن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع التعامل والتفاعل معها، خصوصا وأن أغلبية الجنود الموجودين الآن في غزة من جنود الاحتياط ولم يتم تدريبهم تدريباً كافياً في ظروف قتالية وفي أجواء كهذه، في ظل مرحلة هي انتقال بين الخريف والشتاء في منطقة غزة التي يضطرب مناخها الآن بفعل البرودة". (المشهد)