كشفت تقارير أميركية وأجنبية، أن مجموعة فاغنر الروسية أصبحت تواجه في السودان وفداً جديداً تمثله المخابرات العسكرية الأوكرانية، وتحديداً كتيبة براتستفو، التي تقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني). وكشف أيضاً تقرير لشبكة سي إن إن، أن المخابرات العسكرية الأوكرانية وصلت إلى السودان في شهر أغسطس الماضي، بشكل سري، وأن كييف بعثت قناصين أوكرانيين مجهزين ببنادق ومناظرين للرؤية بعيدة المدى في المناطق الصحراوية، وهي على الأرجح المسؤولة عن المسيرات التي استهدفت مواقع قريبة من الخرطوم.وبحسب التقارير، بدأ الجيش الأوكراني بتدريب جنود سودانيين، على بعض التكتيكات التي ساعدتهم على التصدي للجيش الروسي، فميما أفادت صحيفة وول ستريت جورنار، أن القوات الخاصة الأوكرانية تشارك في هذه العمليات في إطار استرتيجية تهدف إلى تقويض العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج وجعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.الوجود الروسي الأوكراني في السودانوعن أسباب الوجود الروسي الأوكراني في حرب السودان، يقول الباحث في العلاقة الدولية الدكتور أيمن سمير، لمنصة "المشهد"، إن علاقة "فاغنر" في البداية كانت مع كلا الطرفين، مع الجيش السوداني ومع الدعم السريع، لكن كانت تحت مسميات أخرى. وفي عام 2018، حصل زعيم "فاغنر" على وسام من الرئيس السابق عمر البشير، وفي عام 2020 حصل رئيس فاغنر على وسام جديد وهو وسام النيلين من الرئيس عبد الفتاح البرهان.ويضيف سمير، أن علاقة المجموعة العسكرية الروسية الخاصة مع طرفي الصراع في السودان قديمة، والنقطة المفصلية كانت عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، فكان فريق برهان يرسل أسلحة وذخيرة إلى أوكرانيا، ولذلك شعرت أوكرانيا أن هناك فضلا لفريق البرهان عليها، وأرادت أن ترده. ويرى سمير أنه بعد نجاحها ونتيجة الدعم البرهاني السابق لأوكرانيا، بدأ الأوكرانيون يفكرون، لماذا لا نذهب إلى إفريقيا ونجعل السودان واحدا من جبهات القتال مع روسيا، وبدأت أوكرانيا بإرسال المقاتلين إلى السودان.ويضيف المتحدث: "كان الفريق الأول يتكون من 75 مقاتلا، أرسلتهم أوكرانيا في أغسطس الماضي، ونجح هذا الفريق فك الأسر عن فريق البرهان، وأخرجه من الخرطوم، ونقله إلى ميناء بور سودان، وهذا كان تحوّلا كبيرا جداً في الحرب".(المشهد)