بدأت في الأردن الاثنين فعاليات التمرين الوطني "درب الأمان 3" الذي ينفذه المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات على مدار يومين للوقوف على مدى الاستعداد والجاهزية من قبل المؤسسات العامة والخاصة للتعامل مع الزلازل وتداعياتها.التمرين الذي جرى الإعلان عنه منذ نحو 3 أشهر، أي قبل زلزال المغرب المدمّر الأخير، جاء لاختبار القدرات الأردنية في عمليات الاستجابة والإنقاذ والتأكد من مناعة البنى التحتية الحيوية وآليات استقبال وتوزيع المساعدات. كما يهدف إلى تحديث قواعد البيانات والتعامل مع الرسائل التوعوية حين وقوع الزلازل بما يضمن إدامة الحياة اليومية خلال وبعد وقوع الزلازل. إطلاق صافرات الإنذار في الأردن رافق بداية تمرين "درب الأمان 3" الاثنين، عمليات إخلاء وإنقاذ وإغلاقات وإطلاق صافرات إنذار وتواجد أمني في مناطق عدة عند الساعة 10 صباحاً دون التأثير على سير الحياة العامة. وفي محاكاة لوقوع كارثة طبيعية أو زلزال، أطلقت صافرات الإنذار العنان في مناطق محددة في جنوب العاصمة عمّان ومدينة مأدبا والسلط.وتم اختيار هذه المناطق، على افتراض أن أي زلزال بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر سيضرب منطقة البحر الميت الأكثر نشاطا زلزاليا، سيؤثر على دائرة مساحة نصف قطرها 50 كلم وبالتالي ستتأثر به تحديدا منطقة البحر الميت في منطقة غور الأردن. ووفق خبراء، فإنه في حال كان الزلزال قويا يزيد عن 7 درجات، فإن المنطقة المتأثرة ستكون في دائرة نصف قطرها نحو 120 كلم، وبالتالي فإن العاصمة عمّان ستكون في مرمى الارتدادات والتأثيرات بالإضافة إلى مناطق عدة في محافظة الكرك الجنوبية. إخلاء مدارس وزارة التربية والتعليم الدكتور كان لها دوار في التمرين، حيث قامت بموجب "درب الأمان 3" بعملية إخلاء مدارس خاصة وحكومية إخلاء حقيقيا. وخلال التمرين ستفرض معضلات عدة تتطلب اتخاذ إجراءات مباشرة من كافة مديريات التربية والتعليم الأردنية.وجرى تفعيل غرف العمليات في جميع مديريات التربية والتعليم، وتأسيس قنوات التواصل اللازمة معها عبر تقنيات الاتصال المرئي والهاتفي لوضع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بصورة ما يجري. وحدّدت استراتيجية إدارة الأزمات والمخاطر لوزارة التربية والتعليم للأعوام الأربعة المقبلة، 13 خطرا رئيسيا تؤثر على نظام التعليم في المملكة، وهي مخاطر الطقس، المخاطر الاجتماعية، الحدود، الخطر السيبراني، الفيضانات، الأمن الغذائي، الجفاف، المخاطر الصناعية والبيولوجية، الجراد، الزلازل، الحفر الانهدامية والانهيارات الأرضية.مراقبة الأبنية وشاركت في التمرين الوطني، جهات عدة أخرى، من ضمنها نقابتا المهندسين والمقاولين. وتلقت نقابة المهندسين منذ بدء التمرين وحتى 12 ظهر الاثنين، نحو 24 بلاغا من محافظات مأدبا وعمّان ومراكز أخرى لإجراء عمليات تقييم للمباني والمدارس والمجمعات التجارية. كما تلقّت فرق الطوارئ في النقابة 8 بلاغات من المدارس و11 بلاغا من المجمعات السكنية، وبلاغا من مركز تجاري إضافة إلى 4 بلاغات حول إغلاقات الطرق. بدورها، وضعت نقابة المقاولين في الأردن خططا استباقية لمختلف الحالات الطارئة استجابة لهدف التمرين الذي يسعى لتقييم استعداد المؤسسات للتعامل مع الزلازل والكوارث الطبيعية وتداعياتها. وأرسلت فرقا فنية مختصة إلى المواقع لتقييم الأضرار وتحريك الآليات القريبة المناسبة المملوكة لمقاولين أردنيين لرفع الأنقاض والمساهمة في نقل المصابين. نفي شائعات متداولةوكغيره من الأحداث الوطنية، شكّل التمرين مادة دسمة لبعض الشائعات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، خصوصا بعد ورود تسجيلات صوتية تفيد بانقطاع كامل للتيار الكهربائي وشبكة الإنترنت. ونفى المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات صحة أي تسجيلات صوتية أو رسائل متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإجراءات الاستعداد للزلازل مؤكدا أن ما يتم تداوله لا يمثل أحداثا حقيقية. وفي هذا السياق، أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول أن التمرين يُعبّر عن استعداد الأردن بجميع مؤسساته من الوزارات والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لمواجهة خطر الزلزال.إنجازات اليوم الأولوبعد أن انتهى اليوم الأول من التمرين الوطني، أكد مدير وحدة الاستجابة في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الدكتور أحمد النعيمات في تصريحات صحفية أن التغذية الراجعة الأولية توجت بـ3 نقاط إيجابية: كوادر الدفاع المدني حققت معدل استجابة أسرع من المعدل العالمي (7 دقائق) كمستجيب أول لموقع الحدث بالوصول إلى الموقع في 5 دقائق و57 ثانية أي أسرع من المعدل العالمي بـ63 ثانية. سرعة استجابة القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - تحديداً الخدمات الطبية الملكية في تجهيز نقطة طبية ميدانية في مناطق صعبة تعرضت لكارثة طبيعية وفعّالة لاستقبال جرحى وحالات مرضية مفترضين من الزلزال في أقل من 5 ساعات، خصوصا وأن معدل الاستجابة العالمي يبلغ عالميا 6 ساعات.استجابة والتزام كبير من المتطوعين للقيام بما هو مطلوب منهم بحرفية عالية.ومن المتوقع أن تنتهي فعاليات التمرين الثلاثاء للخروج بتوصيات وطنية حول النتائج النهائية والوصول إلى إجراءات تحمي المملكة في حال حدوث زلزال خصوصا وأنها تقع على حافة صدع البحر الميت التحويلي النشط.(وكالات)