أعلنت إيران أنها منفتحة على إجراء محادثات جديدة حول برنامجها النووي مع القوى العالمية بعد تصاعد التوتّر بين الطرفين نتيجة الحرب الدامية في غزة. وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي في طهران يوم الاثنين، إن "المناخ الدبلوماسي لعقد جولة جديدة من المحادثات لا يزال قائماً". وأضاف "ليس لدينا مشكلة في جولة جديدة من المحادثات في إطار خطوطنا الحمراء". وفي الشهر الماضي، أشارت طهران إلى أن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق الذي يهدف إلى كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات من دول مثل الولايات المتحدة قد طغت عليها الحرب بين إسرائيل و"حماس" التي بدأت في 7 أكتوبر. وانخرطت إيران وواشنطن في سلسلة من المحادثات غير المباشرة منذ أبريل 2021 لاستعادة الاتفاق بعد أن تخلّى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق في عام 2018. وتوصلت الولايات المتحدة في أكتوبر إلى تفاهم غير رسمي مع قطر لتأجيل توزيع 6 مليارات دولار من عائدات النفط وسُمح لإيران بالدخول بموجب صفقة تبادل للأسرى، حيث حققت إدارة بايدن في تورط طهران المحتمل في هجوم حماس ضد إسرائيل، فيما نفت إيران الشهر الماضي خسارتها لإمكانية الوصول إلى الأموال. ونقلت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية في 11 ديسمبر عن الكنعاني قوله "إن ديناميات مفاوضات رفع العقوبات يمكن أن تشهد مدّاً وجزراً نتيجة للتطورات في المنطقة".تخصيب اليورانيوموتصر القوى العالمية على ثني إيران عن مطالبها لامتلاك الآلاف من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، لتقتصر على بضع مئات من الآلات المستخدمة لزيادة تركيز النظائر الانشطارية للمعادن، وهي عملية يمكن أن تصنع سلاحا، رغم أن إيران تنفي رغبتها في القيام بذلك. وتمتلك إيران، التي تقول إن برنامجها النووي سلمي ويهدف بشكل أساسي لتوليد الكهرباء، عشرات آلاف أجهزة الطرد المركزي، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. ويمكن أن يكون لليورانيوم المخصب استخدامات مدنية وعسكرية على حد سواء، اعتمادا على درجة التخصيب. وواجهت المفاوضات بين الطرفين صعوبات على مر السنين، حيث اتهم كل طرف الآخر بتقديم مطالب غير واقعية، مما أثار الشكوك حول احتمالات تحقيق انفراجات على المدى القريب. وتعارض إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة، والتي هدّدت في الماضي بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، البرنامج النووي الإيراني معربة عن شكوكها بشأن فرص التوصل إلى اتفاق يحرم إيران قدرة على صنع أسلحة نووية، فيما تقول إيران إن الترسانة النووية الإسرائيلية المفترضة هي التي تهدد السلام في المنطقة. (وكالات)