مصافحة الناس، والإجابة عن الأسئلة، والتقاط صور "سيلفي"، طغت على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عمال المصانع في مدينة دونكيرك الساحلية، من دون أن يتم مهاجمته من قبل أحدهم بسبب قانون التقاعد.وفي الأسابيع الماضية، كان ماكرون يشق الطريق عبر فرنسا لزيارة البلدات الكبيرة والصغيرة، فيما وُصفت هذه الخطوة بمحاولة "للانخراط" مع الناس بعد المناقشات المثيرة للجدل لنظام المعاشات التقاعدية.فخلال الأسابيع الماضية، هزت فرنسا الاحتجاجات في أعقاب قرار الرئيس الفرنسي في رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.وعلى الرغم من انحسار الاحتجاجات على مستوى البلاد منذ أن أصبح الإصلاح قانونا في أبريل، إلا أنّ زيارات ماكرون الأولية تعرّضت لتظاهرات نظمها النقابيون والمتظاهرون ضد إصلاحاته. ولتفادي ذلك، تم القيام باجراءات مشددة لتجنّب الدعاية السيّئة خلال الزيارات مع الكشف عن التفاصيل في اللحظة الأخيرة.وفي دونكيرك، تم نشر أكثر من 1000 شرطي لتأمين المنطقة التي زارها، ونصب الحواجز، وأغلق الشوارع وحظر السيارات في وسط المدينة. علما أنّ مثل هذه المشاهد غير معتادة في فرنسا حيث تمتع الرؤساء المتعاقبون بحرية الاختلاط مع الشعب. وقال ماكرون لـ"بوليتيكو" "إنني أحاول الوصول إلى الناس لشرح أننا نحصل على النتائج عندما نكون متماسكين ومتسقين".وحول الصعوبات التي يواجهها في التواصل مع الجمهور، ذكر ماكرون أنّ "زياراتي بسيطة... قد تكون الغالبية العظمى من الفرنسيين ضد إصلاح المعاشات التقاعدية... لكنني لا أخلط بين الناس. " الاستيلاء على الأضواء وبالإضافة إلى قيامه بجولة في البلاد في الأسابيع الأخيرة، فقد فكثر ظهوره في الإعلام وأجرى مقابلات متعددة مع الصحافة الفرنسية والدولية، بينما قدّم سلسلة من المقترحات الحكومية لتحسين التعليم، ومعالجة الهجرة وإعادة الصناعة. في هذا الإطار، رأى الباحث السياسي في جامعة ساينس بو برونو كوتريس أنّ "ماكرون تبنّى استراتيجية فاعلة للغاية عبر إغراق الأخبار بزياراته ورئيسة وزرائه إليزابيث بورن ومقترحاتهما وإجراءاتهما الجديدة، فتمكنا من فرض أجندة جديدة". وأضاف: "لكنّ البيانات تُظهر أنّ الجمهور لم يتقدم". وأظهرت استطلاعات رأي عدة هذا الشهر أنّ غالبية الفرنسيين ما زالوا يدعمون الحركة الاحتجاجية ضد الإصلاح الأساسي للرئيس. وحتى لو تراجعت الاحتجاجات على مستوى البلاد بشأن إصلاح المعاشات التقاعدية، فإنّ المخاوف تتزايد بشأن العنف المتزايد ضد المسؤولين المنتخبين والهجمات الشخصية على ماكرون. ففي مدينة أفينيون الجنوبية، استيقظ السكان الأسبوع الماضي ليجدوا عشرات الملصقات التي تصور الرئيس الفرنسي على أنه هتلر. وفي الأسبوع عينه، تعرّض ابن شقيق بريجيت ماكرون للاعتداء في بلدة أميان مسقط رأس ماكرون.(ترجمات)