حالة من الترقب والاستنفار تسود مصر تأهبًا لاقتراب ما يُعرف بـ"إعصار دانيال"، من سواحلها الشماليّة الغربية، والذي يُتوقع أن يضرب محافظتَي مرسى مطروح والإسكندرية خلال ساعات قليلة، وذلك بعد أن خلّف دمارًا فادحًا ونحو 165 قتيلًا في ليبيا واليونان. ووفقًا لبيان رسميّ صادر عن السلطات الليبية، فقد ارتفع عدد ضحايا الفيضانات بمدينة درنة من جرّاء إعصار دانيال، إلى 150 قتيلًا حتى الآن، فضلًا عن أضرار كبيرة وفادحة بالبنية التحتية والممتلكات، واعتُبرت "درنة" مدينة منكوبة ما زال البحث جاريا عن مفقودين بها. بينما أعلنت السلطات اليونانية ارتفاع عدد الوفيات من جرّاء الفيضانات الأخيرة التي ضربت منطقة ثيساليا وسط البلاد، بسبب الإعصار دانيال، إلى 15قتيلًا بعد العثور على جثث 4 أشخاص كانوا في عداد المفقودين.رياح مثيرة للرمالفي مصر، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية، بيانًا قالت فيه، "بعد أن وصلت العاصفة دانيال الأراضي الليبيّة أمس، تتجه الآن إلى الحدود المصرية، ومن المتوقع لها أنّ يصل تأثيرها إلى غرب البلاد (السلوم -سيوة -مطروح) وتصل إلى الاسكندرية مساءً".وأضاف البيان: "تتأثر البلاد بسرعات الرياح ورمال مُثارة على مناطق من القاهرة الكبرى ومدن القناة، والسواحل الشمالية وشمال الصعيد، ثم تبدأ السحب بدخول البلاد يصاحبها سقوط أمطار قد تكون غزيرة ورعديّة على أقصى غرب البلاد.وأشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أنّ العاصفة فقدت معظم قوتها بعد وصولها لليابسة في ليبيا، ولذلك يكون تأثيرها مختلفا تمامًا على الأراضي المصرية. إعصار دانيال في الإسكندرية؟وفي مدينة الإسكندرية، شمال مصر، أعلنت السلطات المحلية، رفع درجة الاستعداد القصوى تأهبًا لهطول الأمطار، طبقًا لبيان توقعات هيئة الأرصاد الجوية، إذ قامت بنشر سيارات الشفط ومعداتها في الشوارع الرئيسية للمدينة. وقالت شركة الصرف الصحيّ بالإسكندرية في بيان: "من المتوقع أن تشهد محافظة الإسكندرية تقلبات جوية، تتمثل في نشاط للرياح تصل سرعتها إلى 40 -50 كم/ ساعة، تكون مُثيرة للرمال والأتربة، على أنّ تتعرض المدينة لأمطار خفيفة قد تكون متوسطة ورعدية أحيانًا في المساء".وتابع البيان: "اعتبارًا من صباح الثلاثاء، من المتوقع أن تزيد كمية الأمطار لتكون متوسطة الشدة ورعدية أحيانًا، مع استمرار نشاط الرياح الشمالية الغربية، تصل سرعتها من 35-40 كم/ ساعة".إعصار أم منخفض جوي؟من جانبه، قال خبير الأرصاد الجوية المصري، الدكتور وحيد سعودي، إنّ "دانيال" ليس إعصارا، ولكنه مُنخفض جوي، لافتًا إلى أنّ الإعصار يكون فوق مسطّح محيط، وليس بحرا أو يابسة، وبالتالي لا تتوافر شروط الإعصار في المنخفض الجوي "دانيال".وحول تأثير العاصفة على مصر، أوضح سعودي، في حديث لمنصة المشهد، أنّ المنخفض فقد جزءا كبيرا من قوته في الأراضي الليبية، بعد أن وصل إلى اليابسة، وبالتالي تأثيره سيكون على المناطق الشمالية الغربية لمصر، والتي تضم مدن السلوم وسيدي برّاني، ومطروح والإسكندرية، وسوف تتمثل في رياح مثيرة للرمال والأتربة، فضلًا عن سقوط أمطار تتراوح شدتها بين المتوسطة والغزيرة.ما علاقة التغيّر المناخي؟ ورأى سعودي، أنّ هذا المنخفض الجويّ القادم من اليونان ليس طبيعيا، ولكنه يُعدّ انحرافًا في المناخ نتيجة تأثير التغيّرات المناخيّة.وأشار خبير الأرصاد الجوية المصري، إلى أنّ هذه الكتل الهوائية الباردة، ستكون ما بين اليابسة والبحر، ما سيؤدي إلى حالة عدم استقرار في الجو، خصوصا في المناطق الشمالية الغربية، وقد تمتدّ إلى القاهرة وبعض مدن الصعيد، ولكن بدرجات أقل، مُحذرًا من ممارسة أيّ أنشطة بحرية في السواحل الشمالية ومدينة الإسكندرية، خلال هذه الفترة.(المشهد)