قالت هيئة البثّ الإسرائيلية، إنّ مسؤولين مصريّين أكدوا صباح الأربعاء، أنّ مصر أبلغت حكومة بنيامين نتانياهو بتجميد مشاركتها في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ردّا على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسيّ في حركة "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبية من بيروت. وكشفت مصادر مصرية أنّ مصر أبلغت تلّ أبيب رسميا بتجميد دورها كوسيط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، الرامية إلى إبرام صفقة تبادل جديدة وذلك على ضوء تصفية العاروري. وأشارت الهيئة إلى أنّ وفدًا إسرائيليًا، يضم المسؤول عن ملف المفقودين والمخطوفين في الحكومة الإسرائيلية، قطع زيارتة للقاهرة كان قد بدأها الاثنين، لبحث جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق صفقة تبادل جديدة. وأشار المصدر المصريّ إلى أنّ القاهرة أعربت عن استيائها من عملية التصفية أمام مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل، خصوصًا بعد أن كثّفت مصر جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية، بناءً على طلب الحكومة الإسرائيلية.أوضاع إقليمية حساسةوالأربعاء، استقبل وزير الخارجية سامح شكري وفدًا يضم 8 أعضاء من مجلسَي الشيوخ والنواب الأميركيّين، برئاسة السيناتور جوني إرنست، والذي يزور مصر فى إطار جولة إقليمية فى المنطقة.وقال المتحدث الرسميّ باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، إنّ شكري أشار إلى أنّ حساسية الأوضاع الإقليمية والدولية المضطربة، تفرض تكثيف آليات التنسيق والعمل المشترك بهدف إحلال السلم والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، مثلما نجح البلدان في القيام به عبر العقود الماضية.وأضاف أبو زيد أنّ المباحثات تناولت قضايا إقليمية عدة، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة، حيث أكد شكري على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التي تلبي احتياجات المواطنين الفلسطينيّين، معربًا عن تطلّعه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2720، بما يُسهم في نفاذ المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية للقطاع. كما شدد على رفض مصر التام لصور تهجير الفلسطينيّين كافة، أو تصفية القضية الفلسطينية، موضحًا أنّ هذه الأفكار لا يمكن أن تحقّق الاستقرار في المنطقة.وأكد وزير الخارجية المصرية على ضرورة وقف استهداف المدنيّين وعنف المستوطنين الإسرائيليّين، وأولوية وحتمية التوصل لوقف فوريّ وشامل لإطلاق النار، معربًا عن ضرورة اضطلاع الأطراف الدولية المؤثرة، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، بمسؤولياتها نحو وقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، وتسميتها بمسمّياتها الصحيحة ومحاسبة مرتكبيها.واتصالًا بمخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على خلفية تطورات الحرب فى قطاع غزة، أوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أنّ تطورات الأسابيع الأخيرة كشفت عن خطورة تحقيق سيناريو توسيع رقعة الصراع، خصوصًا مع تزايد حدّة وكثافة المناوشات على الساحة اللبنانية وفي العراق وسوريا.وشدد على أنّ أمن الملاحة في البحر الأحمر ضرورة لانسياب وأمن حركة التجارة العالمية. كما تناولت المباحثات عددًا من القضايا الإقليمية الأخرى.دور مصري مهم في الأزمةومن جانبهم، أكد أعضاء وفد مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيّين، على تقديرهم للجهود التي تضطلع بها مصر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودورها في تأمين خروج الرعايا الأجانب من القطاع، وتسهيل صفقات الإفراج عن الأسرى. وحرص الوزير المصريّ على الإجابة عن استفسارات الوفد الأميركيّ بشأن رؤية مصر لمستقبل حل القضية الفلسطينية، وكذا موقفها تجاه التعامل مع دعاوى تهجير الفلسطينيّين خارج أراضيهم، فضلًا عن البدائل المتاحة لنزع فتيل الأزمة والتصعيد الراهن في الشرق الأوسط.(وكالات)