عُثر على جثة الطفلة هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات، مع 5 من أفراد عائلتها، بعد أن حاصرت الدبابات الإسرائيلية السيارة التي كانوا يستقلونها منذ نحو 12 يوماً في منطقة تل الهوى، جنوب غرب مدينة غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية قولها إن عائلة هند عثرت صباح اليوم على جثتها وجثث العالقين داخل المركبة التي حاصرتها الدبابات الإسرائيلية في محيط دوار المالية في حي تل الهوى. وقالت منظّمة الهلال الأحمر الفلسطيني إنها عثرت أيضاً على جثث 2 من مسعفيها، يوسف زينو وأحمد المدهون، اللذين خرجا في مهمة لإنقاذ الطفلة هند، بعد انقطاع الاتصال بهما لمدة 12 يوماً. وأكّدت المنظمة أن الجيش الإسرائيلي تعمّد استهداف سيارة الإسعاف فور وصولها إلى الموقع، حيث عثر عليها على بعد أمتار من السيارة التي كانت تقلّ الطفلة هند، رغم التنسيق المسبق وحصولهم على إذن الجيش الإسرائيلي بالوصول إلى الموقع. قصة الطفلة هندكانت هند مسافرة مع 5 من أفراد عائلتها، بينهم عمّها بشار حمادة وزوجته وأطفالهم الثلاثة، حين حاصرت الدبابات الإسرائيلية سيارتهم وأطلقت وابلاً من الرصاص تجاههم، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها على الفور باستثناء هند وابنة عمها ليان. وجهت ابنة عم هند، ليان حمادة، البالغة من العمر 15 عاماً، نداءً مروعاً لخدمات الطوارئ، سجّلته منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني وشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي المقطع، يمكن سماع المراهقة وهي تتحدث إلى أحد المسعفين، وتبكي طلباً للمساعدة، وتصف دبابة قريبة. "إنهم يطلقون النار علينا. الخزان بجواري مباشرة. نحن في السيارة، والدبابة بجانبنا مباشرة". تصرخ ليان، وسط إطلاق نار كثيف في الخلفية. يحاول المسعف على الهاتف التحدّث معها، قائلا مرارا وتكرارا: "مرحبا؟ مرحبا؟" ولكن لا يوجد رد.وحيدة ومذعورة ومحاصرة في السيارة مع جثث أقاربها، طلبت هند ذات 6 سنوات يائسة المساعدة. "تعالوا وخذوني. هل ستأتي وتأخذينني؟ أنا خائفة جداً، من فضلك تعالي". وروت منسّقة الاستجابة في منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، رنا الفقيه لشبكة "سسي إن إن"، والتي ظلت على اتصال مع الفتاة، إن هند طلبت تحديد الوقت لأن الظلام قد بدأ، واشتكت من أنّها "تخاف من الظلام". سألتها الفقيه: "هل هناك إطلاق نار من حولك؟" لتجيب هند "نعم. تعالي وخذيني".الدبابات الإسرائيلية استهدفت كل شيء يتحركوأكّدت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، إن فريق الإنقاذ التابع لها وصل عند الساعة السادسة مساء إلى منطقة احتجاز الطفلة داخل السيارة، بالقرب من محطة وقود فارس. ثم فقد الاتصال بالفريق وبهند. وناشد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيانه الأخير يوم الثلاثاء الماضي "معرفة ما حدث لهند وفريق إسعاف المنظّمة"، حيث قامت شبكة "سي إن إن" الأميركية بتوجيه أسئلة للجيش الإسرائيلي حول تفاصيل ما حدث قبل 12 يوماً، بما في ذلك الإحداثيات التي قدمتها منظّمة الهلال الأحمر الفلسطيني. وقالت المنظمة إن المستجيبين ظلّوا على الهاتف مع هند لأكثر من ثلاث ساعات بينما سارعوا لإرسال فريق الإسعاف للعثور عليها، لكن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة لأن الجيش الإسرائيلي اعتبرها منطقة عسكرية مغلقة، وكان يستهدف أي شخص يحاول التحرك في المنطقة المجاورة. حادثة استهداف هند وأفراد عائلتها صدمت العالم، حيث لم تتوقف المناشدات للعثور عليها بعد 12 يوما من فقدان الاتصال بها وبمسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني.(وكالات)