قارن تقرير لموقع بلومبيرغ بين الهجوم العراقيّ على إسرائيل عام 1991، والهجوم الإيرانيّ الأخير على إسرائيل. ويشير الموقع إلى أنه بعد إطلاق العراق العشرات من صواريخ سكود على إسرائيل في أوائل عام 1991، ناشدت الولايات المتحدة رئيس الوزراء آنذاك إسحاق شامير، عدم الرد. وقال شامير إنّ عليه أن يرد. هجوم العراق وإيرانوبعد أيام من المكالمات الهاتفية في وقت متأخر من الليل، والزيارات رفيعة المستوى والاجتماعات الطويلة لمجلس الوزراء، تنحّت إسرائيل وقادت واشنطن تحالفًا يضم 42 دولة هزم العراق، فيما بات يُعرف بحرب الخليج.ويرى التقرير أنه على الرغم من وجود العديد من أوجه التشابه بين هجوم العراق وهجوم إيران، فإنّ الأحداث الأخيرة تختلف عن عام 1991 بطريقة واحدة على الأقل: أنّ حلفاء إسرائيل الغربيّين الأقوياء لا يريدون خوض حرب. بدلًا من ذلك، يقترحون ألّا يتحدى أحد إيران عسكريًا في الوقت الحالي. كان قرار إيران بإطلاق 350 صاروخًا وطائرة بدون طيار على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، هو المرة الأولى منذ ذلك الحين التي تنفذ فيها دولة ذات سيادة مثل هذا الهجوم على تل أبيب. ويتولى بنيامين نتانياهو، منصب رئيس الوزراء، وتحثّه مجموعة من القوى الدولية على عدم الرد، بينما تركز اجتماعات مجلس الوزراء على الحاجة إلى القيام بشيء ما لردع طهران.في السياق، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لراديو الجيش الإسرائيليّ أمس الأربعاء، "نحن على مفترق طرق في ما يتعلق بمكانتنا في الشرق الأوسط، وكذلك مكانة أطفالنا. إنّ ردعنا في موقف إشكالي، والردّ الضعيف خطير".وقد طلب الرئيس الأميركيّ جو بايدن ورئيس الوزراء البريطانيّ ريشي سوناك من نتانياهو طوال الأسبوع، أن "يأخذ النصر"، بعد تمكن إسرائيل من إيقاف 99% من الصواريخ الموجهة نحوها.رد إسرائيل على إيرانوأظهر استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية ونُشر أمس الأربعاء، أنّ نصف الإسرائيليّين يعتقدون أنه لا ينبغي لإسرائيل أن ترد، بينما يقول النصف الآخر إنه ينبغي عليها ذلك، حتى لو كان ذلك يعني تصعيد الصراع.في السياق، قال الرئيس السابق للقوات الجوية زفيكا حاييموفيتش، إنه من المستحيل أن تفعل إسرائيل شيئًا، ولكن "أعتقد أنه من المهم للغاية بالنسبة لإسرائيل ألا تقف وحدها ضد إيران".وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه من يعرف نتانياهو جيدًا يقول إنّ هذه لحظة مفصلية بالنسبة له لأسباب عدة:إيران جوهر اهتماماته الاستراتيجية لعقود من الزمن. عندما خاضت الولايات المتحدة الحرب مع العراق في عهد صدام حسين مرة أخرى في عام 2003، كان يزعم أنّ التهديد الحقيقيّ يتمثل في إيران.سيحدد فشل السابع من أكتوبر إرثه ما لم يتمكن من إعادة تشديد الموقف الأمنيّ لإسرائيل.من جهته، قال مناحيم ميرهافي، الباحث في شؤون إيران في معهد ترومان بالجامعة العبرية: "هناك شيء واحد أدركته إسرائيل في 7 أكتوبر، وهو أنّ ما نعتقد أنه رادع ليس بالضرورة كذلك". وتابع أنه لم يتم ردع "حماس" ولا "حزب الله"، مؤكدًا أنّ غزة هي المكان الذي يجب أن تركز إسرائيل جهودها فيه.(ترجمات)