للمرة الثالثة على التوالي، فشلت عملية انتخاب رئيس للبرلمان العراقي خلفاً لمحمد الحلبوسي المقال من قبل المحكمة الاتّحادية في نوفمبر الماضي، ما يزيد من مخاوف تعطّل العملية السياسية في البلاد. وقررت رئاسة البرلمان العراقي في ساعة متأخرة من ليل السبت رفع جلسة الانتخاب وتأجيله حتى إشعار آخر، بعد مشاجرات وخلافات أدّت إلى تعطّل عملية التصويت التي اقترب النائب شعلان الكريم المرشّح عن حزب "تقدم"، الذي يتزعمه رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، من حسمها لصالحه. انتخاب رئيس البرلمان العراقيوشكّل اقتراب النائب الكريم بالفوز مفاجئة لجهة مخالفته لتوقّعات المحللين الذين حصروا المنافسة بين مرشّح تحالف "عزم" الرئيس الأسبق للبرلمان محمود المشهداني المدعوم من زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، والنائب سالم العيساوي المرشّح عن حزب "السيادة". ويعود استبعاد فوز الكريم من التكهّنات لاتّهامه بنشر فيديوهات تمجدّ حزب البعث (الحاكم سابقاً) والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. وحصل الكريم في الجولة الأولى للتصويت على 152 صوتاً، يليه العيساوي بـ97 صوتاً، وبينما حصل المشهداني على 48 صوتاً. لكن انسحاب جهات سياسية في "الإطار التنسيقي" الشيعي قبل إتمام عملية التصويت في الجولة الثانية وإعلان فوز الكريم الذي كان بحاجة إلى 13 صوتاً فقط، عطّل عملية اختيار الرئيس. واتّهمت أحزاب "الإطار التنسيقي" الشيعي، الكريم، بتمجيد نظام الرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث، في اتّهامات نفاها الكريم بشكل كامل. ويعتبر "حزب البعث" محظوراً في البلاد بموجب الدستور العراقي الدائم لعام 2005، والقانون العراقي الصادر عن البرلمان عام 2016 الذي اعتبر الترويج أو الانتماء للحزب المحظور جريمة تستوجب العقاب. ويشير رفع جلسة الانتخاب استمرار إلى عمق الخلافات بين الجهات السياسية العراقية، التي فشلت في الاتّفاق على مرشح توافقي لمنصب رئيس المجلس الشاغر منذ شهرين، ما يضع البلاد أمام تحديات كبيرة وسط الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة. يعتبر الإخفاق الأخير الثالث خلال الفترة الماضية، بعد أن أخفق البرلمان العراقي لمرتين في عقد جلسة للانتخاب بسبب عدم تحقيق النصاب القانوني، نتيجة لمقاطعة جهات سياسية للجلسات، كوسيلة للضغط من أجل الوصول إلى مرشّح توافقي بين الأطراف السياسية. وفي ظاهرة باتت منتشرة على نطاق واسع قبيل الاستحقاقات الانتخابية في العراق، انتشر فيديو قديم يعود تاريخه لعام 2013، يظهر المرشّح شعلان الكريم، وهو يتلو آيات قرآنية، ويترحّم على صدّام حسين، وذلك خلال "اعتصام الخيم" في محافظة الأنبار. تبع ذلك نشر مقطع فيديو لرئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني تضمّن مديحاً من قبله لصدّام حسين ووصفه بأن "لا زعيم لسنة العراق بعده"، مستقطباً ردود أفعال داعمة ومعارضة له.وكان "حزب تقدم" قد نجح في حصد العدد الأكبر من مقاعد المجالس المحلية في العاصمة بغداد، التي تعرف تقليدياً كمركز لنفوذ التيارات السياسية الشيعية، وفي حال حسم مرشّحه لرئاسة البرلمان، المنصب السني وفق الدستور، يكون الحزب قد امتلك أوراقا سياسية تمنحه الثقل الأكبر في الساحة السياسية العراقية سنّياً. (وكالات)